بسم الله الرحمن الرحيم
الحاج بشار الأسد
نفعنا الله من بركاته
من أغرب التعليقات التي قرأتها من شريحة (المتدينين) المخدوعين بالنظام السوري قاتل شعبه هي تلك التي أتت على احدى
صفحات النت من شخص ادعي أنه من قطر عربي شقيق يطبق الشريعة الاسلامية ويستغرب في نفس الوقت (تحامل) العالم العربي خاصة
والاسلامي عامة على رئيس النظام بشار الأسد بهذه الطريقة (الظالمة). ويضيف المعلق أنه لايفهم ذلك التحامل مع أن الرجل لايقطع
(صلاة عيد) كما يشهد بأنه رآه في الماضي بأم عينه في مكة المكرمة يطوف حول الكعبة المشرفة. ثم يختم تعليقه مستغرباً كيف يُكفِرون
الرجل وهو لم يمنع إقامة الصلاة كما وأنه يعلن على الملأ بأنه مسلم في حين أن الله وحده صاحب الحق بالمحاسبة على السرائر.
قد يكون هذا التعليق منطقياً وعادلاً وفيه وجهة نظر لو أن المعلق يدافع عن شخص عادي وليس عن حاكم على رأس نظام يرتكب
المجازر بأوامر منه وعلى مرأى من العالم كله. وكأن المعلق (المتدين) يريد أن يقول: اذهب إلى الكعبة وحافظ على صلوات العيدين
واشهد على الملاً بأنك مسلم، ثم ارتكب ماتشاء من المجازر ولايحق لأحد محاسبتك سوى ربك!!!
أريد أن أذكر هذا المعلق أن بطلي مجزرة حماة عام 1982 والتي راح ضحيتها خمسون ألف شهيد من المدنيين العزل،
وهما والد وعم الرئيس الحالي، هما أيضاً ذهبا في يوم إلى الكعبة وطافا حولها، وهناك صوراً تثبت ذلك. كما
أن ديكتاتور أوغندة الشهير الراحل عيدي أمين له أيضاً صور وهو يطوف حول الكعبة، ولمن لايعرفه فهو الذي كان يهدد معارضيه
بطبخهم وأكلهم على العشاء، وهناك الكثير من تلك الصور لتلك العينات من الحكام من أمثال صدام حسين والبشير ومبارك وصالح والقذافي.
من جهتي، فقد بحثت على النت من باب الفضول لأشاهد صور (الحاج) بشار الأسد بملابس الإحرام وهو يطوف، ولكني لم أجدها.
طبعاً هذا ليس هاماً لأن الحج إلى الكعبة المشرفة بالنسبة للحكام المجرمين قد بات الهدف منه (للأسف) هو تلك الصور بحد ذاتها لينخدع بها
أمثال صاحب التعليق إياه. فهذه الصور بالنسبة لهؤلاء الحكام هي من بقية أوراق (الكفاءة) كوثيقة لاحكم عليه أو شهادة حسن السلوك
أو ملف الخبرة التي عليهم تقديمها ليقنعوا أمثال صاحبنا بجدارتهم وشرعيتهم. إذ ليس لديهم كفاءات حقيقية أصلاً تؤهلهم لحكم
البلاد والعباد، كل مالديهم هو صورهم حول الكعبة من جهة، وبعض الشعارات الطنانة من جهة ثانية
والدبابة لمن يعارضهم من جهة ثالثة.
لست أستغرب التعليق الذي أورده ذلك الشخص، إذ مازال هناك الكثير من أمثاله الذين يعتقدون بتحريم
(الخروج عن الحاكم) مادام هذا الحاكم لم يمنع الصلاة ولم يغلق المساجد ولم يرتد علناً عن الدين. فبوجود أشخاص من هذا
النوع وبهذه العقلية، فان الحكام قاتلي شعوبهم وسارقي بلادهم وخائني أوطانهم سينعمون بالحكم ولسنوات طويلة بالرغم من كل
جرائمهم التي يندى لها الجبين. ولو أن الأسد الأب لم يُترك وشأنه بعد مجزرة حماة، لما كنا اليوم نعاني مانعانيه من إجرام الابن ونظامه.
وهناك أمثلة كثيرة في التاريخين الحديث والقديم عن حكام تستروا خلف رموز دينية لتنفيذ سياساتهم المجرمة،
وليس هناك أفضل من مثال (الحاج) هتلر الذي زار الفاتيكان عام 1938 وطاف فيها، ثم بدأ الحرب
العالمية الثانية التي دمرت نصف العالم.
في النهاية، أقول لصاحبنا المعجب بصور (القائد الرمز) يؤدي صلاة العيد بكل خشوع والذي شهد
أنه رآه بأم عينه يطوف حول الكعبة، أقول له: (بركاتك وبركاتو ياأسيادنا). كماويسعفني هنا مثل دمشقي شائع يقال في هذه
المناسبة أترك للقراء إكمال مقدمته:
(.... القُدَما، صاروا عُلَما)
***
بقلم: طريف يوسف آغا
الحاج بشار الأسد
نفعنا الله من بركاته
من أغرب التعليقات التي قرأتها من شريحة (المتدينين) المخدوعين بالنظام السوري قاتل شعبه هي تلك التي أتت على احدى
صفحات النت من شخص ادعي أنه من قطر عربي شقيق يطبق الشريعة الاسلامية ويستغرب في نفس الوقت (تحامل) العالم العربي خاصة
والاسلامي عامة على رئيس النظام بشار الأسد بهذه الطريقة (الظالمة). ويضيف المعلق أنه لايفهم ذلك التحامل مع أن الرجل لايقطع
(صلاة عيد) كما يشهد بأنه رآه في الماضي بأم عينه في مكة المكرمة يطوف حول الكعبة المشرفة. ثم يختم تعليقه مستغرباً كيف يُكفِرون
الرجل وهو لم يمنع إقامة الصلاة كما وأنه يعلن على الملأ بأنه مسلم في حين أن الله وحده صاحب الحق بالمحاسبة على السرائر.
قد يكون هذا التعليق منطقياً وعادلاً وفيه وجهة نظر لو أن المعلق يدافع عن شخص عادي وليس عن حاكم على رأس نظام يرتكب
المجازر بأوامر منه وعلى مرأى من العالم كله. وكأن المعلق (المتدين) يريد أن يقول: اذهب إلى الكعبة وحافظ على صلوات العيدين
واشهد على الملاً بأنك مسلم، ثم ارتكب ماتشاء من المجازر ولايحق لأحد محاسبتك سوى ربك!!!
أريد أن أذكر هذا المعلق أن بطلي مجزرة حماة عام 1982 والتي راح ضحيتها خمسون ألف شهيد من المدنيين العزل،
وهما والد وعم الرئيس الحالي، هما أيضاً ذهبا في يوم إلى الكعبة وطافا حولها، وهناك صوراً تثبت ذلك. كما
أن ديكتاتور أوغندة الشهير الراحل عيدي أمين له أيضاً صور وهو يطوف حول الكعبة، ولمن لايعرفه فهو الذي كان يهدد معارضيه
بطبخهم وأكلهم على العشاء، وهناك الكثير من تلك الصور لتلك العينات من الحكام من أمثال صدام حسين والبشير ومبارك وصالح والقذافي.
من جهتي، فقد بحثت على النت من باب الفضول لأشاهد صور (الحاج) بشار الأسد بملابس الإحرام وهو يطوف، ولكني لم أجدها.
طبعاً هذا ليس هاماً لأن الحج إلى الكعبة المشرفة بالنسبة للحكام المجرمين قد بات الهدف منه (للأسف) هو تلك الصور بحد ذاتها لينخدع بها
أمثال صاحب التعليق إياه. فهذه الصور بالنسبة لهؤلاء الحكام هي من بقية أوراق (الكفاءة) كوثيقة لاحكم عليه أو شهادة حسن السلوك
أو ملف الخبرة التي عليهم تقديمها ليقنعوا أمثال صاحبنا بجدارتهم وشرعيتهم. إذ ليس لديهم كفاءات حقيقية أصلاً تؤهلهم لحكم
البلاد والعباد، كل مالديهم هو صورهم حول الكعبة من جهة، وبعض الشعارات الطنانة من جهة ثانية
والدبابة لمن يعارضهم من جهة ثالثة.
لست أستغرب التعليق الذي أورده ذلك الشخص، إذ مازال هناك الكثير من أمثاله الذين يعتقدون بتحريم
(الخروج عن الحاكم) مادام هذا الحاكم لم يمنع الصلاة ولم يغلق المساجد ولم يرتد علناً عن الدين. فبوجود أشخاص من هذا
النوع وبهذه العقلية، فان الحكام قاتلي شعوبهم وسارقي بلادهم وخائني أوطانهم سينعمون بالحكم ولسنوات طويلة بالرغم من كل
جرائمهم التي يندى لها الجبين. ولو أن الأسد الأب لم يُترك وشأنه بعد مجزرة حماة، لما كنا اليوم نعاني مانعانيه من إجرام الابن ونظامه.
وهناك أمثلة كثيرة في التاريخين الحديث والقديم عن حكام تستروا خلف رموز دينية لتنفيذ سياساتهم المجرمة،
وليس هناك أفضل من مثال (الحاج) هتلر الذي زار الفاتيكان عام 1938 وطاف فيها، ثم بدأ الحرب
العالمية الثانية التي دمرت نصف العالم.
في النهاية، أقول لصاحبنا المعجب بصور (القائد الرمز) يؤدي صلاة العيد بكل خشوع والذي شهد
أنه رآه بأم عينه يطوف حول الكعبة، أقول له: (بركاتك وبركاتو ياأسيادنا). كماويسعفني هنا مثل دمشقي شائع يقال في هذه
المناسبة أترك للقراء إكمال مقدمته:
(.... القُدَما، صاروا عُلَما)
***
بقلم: طريف يوسف آغا