بسم الله الرحمن الرحيم
رســالـة إلى زميل عـلوي
*خالد الأحمـد
نشرت في بعض مواقع ( الانترنت ) موضوعاً عنوانه t]الإخوان المسلمون والطائفية ]
خلاصته مايلي : ( ويمكن مراجعته في موقع مرآة سوريا 27/1/2005) .
1ـ تعريف الطائفية .
2 ـ عمر بن الخطاب ورفقه بيهود المدينة .
3 ـ الإخوان في مصر والأقباط (حتى يتقدم محامون أقباط للدفاع عن مرشد الإخوان أمام المحكمة ) .
4 ـ الإخوان في سوريا وعلاقتهم الطيبة مع المسيحيين ( في انتخابات المجلس النيابي ـ حماة 1962ـ
كان في قائمة الإخوان الأستاذ أديب نصور ( مسيحي ) ) .
5 ـ يذكر (فان دام ) في أطروحته للدكتوراة بعنوان الصراع على السلطة في سوريا
أن البعثيين سرحوا الضباط السنة بحجج مختلفة ، وأستبدلوهم بضباط من غير السنة ،
ويؤكد فان دام السلوك الطائفي لنظام الأقلية في سوريا .
6 ـ راتب العسكري المجند (العلوي ) في سرايا الدفاع كان (1500) ليرة ،
عندما كان راتب المدرس الجامعي (500) ليرة .
7 ـ هذا السلوك الطائفي أدى إلى انفجار الشعب السوري ومن ذلك الانفجار :
أ ـ نشوء الطليعة المقاتلة على يد مروان حديد يرحمه الله .
ب ـ أحدا ث مسجد السلطان (1964) .
ج ـ أحداث الجامع الأموي (1965) .
د ـ أحداث الدستور ( 1973) .
ه ـ أحداث حماة (1980 ) ، (1982) .
8 ـ نتائج السياســة الطائفية :
أ ـ انتشار الرشـوة والفسـاد الإداري .
ب ـ نهب خيرات سوريا من قبل رفعت الأسـد وأزلامه وأقرانـه ومنافسـيه ،
ويذكر الدكتور بشير زين العابدين بعض مؤسسات رفعت الأسد في فرنسا .
وجاءني اعتراض من زميل علوي يصفني بأنني ( طائفي بامتياز ) ،
وذكر بعض الاعتراضات والمقترحات ، ورأيت أن أرد عليها ،
وأن يطلع كل سـوري على هذا الـرد :
زميلنا الأستاذ (......) يحفظه الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبعد .
أشكرك على تواصلك معي ، وأشكر كل من أسس شبكة المعلومات الدولية
( الانترنت ) التي نقلت لي رسالتك ، وسهلت لنا التواصل فيما وراء الأسوار الحديدية ،
التي تكتم أنفاس المواطن ، وتمنعه من المعرفة والاطلاع . وهذه الرسالة لك ولكل مواطن سوري .
زميلنا الفاضل :
1 ـ تقول أنني طائفي بامتياز ، سامحك الله ، أنا لست كذلك ،
ربما لم أستطع أن أعبر عما في قلبي ، بسبب تقصيري في البلاغة والتعبير ،
وقد يكون للمنهج التاريخي الأكاديمي الذي أنهجـه دور في ذلك ،
فأنا أحاول أن أعرض الحقيقة التاريخية كما وصلت إلي ،
بعد محاولة مني للتحقق من صحة وقوعها . ويجب علينا أن نعرض التاريخ لأجيالنا ـ
كما هو ـ لا كما نحب أن يكون .. وأنا أتفطر ألماً لما حدث في سوريا :
1ـ تفطرت ألماً يوم مجزرة المدفعية ، وأصدر الإخوان المسلمون السوريون بياناً نشروه
في مجلة المجتمع ( شعبان 1399هـ) ، استنكروا فيه تلك المجزرة ،
ومازلت أسميها مجزرة ، لأن القتل فيها كان طائفياً ،
وأعلنت وأعلن أن طلاب الضباط الذين قتلوا كانوا أبرياء ،
ونحن المسلمين لانقتل البريء ، وإن خالفنا في المذهب ، أو حتى خالفنا في الدين ،
يقول الفقهاء [ لايجوز قتل الكافر لأنه كافر ] .
2ـ وتفطر قلبي ألماً يوم مجزرة تدمر الأولى حيث قتلت سـرايا الدفاع
ألفاً من خيرة أبناء سـوريا، ( أطباء ومهندسون ومدرسون وجامعيون ... ) ،
فتحوا عليهم نيران الأسلحة الرشاشة وهم في الزنازين ،
وإذا لم تصدق اسأل الصحفي الأستاذ نزار نيوف .
3ـ كما تفطر قلبي ألماً لمجزرة تدمر المستمرة حيث قتل فيها
بضعة عشر ألفاً على مدى بضعة أعوام قبل عام (1990) ،
واقرأ كتاب شاهد ومشهود للأردني محمد سليم حماد .
4 ـ وتفطر قلبي ألماً لمأساة حماة ،ومجزرة جسر الشغور ،
ومجزرة هنانو ، ومجازر جبل الزاوية ، ....وغيرها ، وتمنيت لو لم يقع ذلك كله ،
تمنيت لو لم تقع أي من هذه المجازر ، ولكن بعد أن وقع ذلك كله ،
من واجبي كباحث في التاريخ أن أكشف عن الحقائق ، وأن أنشرها ،
لأن ذلك هو الوقاية من أن يعود مثلها إلى بلدي .
إن معرفة الماضي تنفعنا في الحاضر والمستقبل ،
أما أن نطمس الماضي ونفعل كما تفعل النعامة ، فهذا سيكرر الأخطاء مرات ومرات ،
وسوف تعود المجازرمرات ومرات لاسمح الله .
ـ الإخوان ضد الطائفية بالتأكيد ، منذ أن أسس الإخوان في سوريا (1945) . وقد أكدوا ذلك في ميثاق الشرف الوطني . ولايستطيع الباحث التاريخي المنصف والموضوعي
أن يقول خلاف ذلك .وفي مقالتي نفسها أمثلة لذلك .
2 ـ أستاذنا لم أفهم جملة من ردك علي وهي : [ ...بعد سقوط الطاغية السني
الدموي المدعوم من الأصولية السنية العربية ومن الإخوان السوريين المتحالفين معه بقوة ..] .
إذا كنت تقصد ( حافظ الأسد ) فهو طاغية بحق ، ولايهم إن كان سنياً أو علوياً ،
فالطاغية هو الطاغية من أي مذهب كان .
وإن كنت تقصد صدام فهو طاغية أيضاً لايقل عن الأسد ،
وقتل من الشعب العراقي بكل طوائفه ومذاهبه وأعراقه عشرات أو مئات الألوف .
أما اختياري لرفعت الأسد وفساده ، لأنه قمة الفساد ،
ولأنه المسؤول الثاني عن نظام الاستبداد والقمع والقهر الذي عاشته سوريا ،
وهذا لايعني أنه لايوجد فاسدين غيره ، أتفق معك بأنه يوجد كثير من نماذج فاسدة
من بعثي السلطة السنيين وهم كثر جداً وسيئين بامتياز .
3 ـ أما أن حكم الأسد كان العصر الذهبي للسنة !!؟ ( كما تقول ) فأنا أرى ـ
ولك ماترى ـ أن عصر الأسد كان بـؤسـاً لجميع أطياف الشعب السوري ،
كله السنة والعلويون ، ولم يـستفد منه إلا أفراد أسـرته ،
وبعض أزلامه من العلويين ومن السنة أيضاً .
يازميلي قد نخجل نحن المثقفين من الطرح الطائفي ،
أما عـامة الشعب فقد تحدثوا عنها كثيراً ، لمدة عقود من الزمن ،
وليس من السهل إقناع العامة بأن حكم الأسد لم يسـخر الكثيرين البسطاء
من الطائفة العلوية لمصلحته ومصلحة أسرته ، من هم جنود سرايا الدفاع ؟
وما هي الأجزاء المحتلة من الوطن التي حررتها سرايا الدفاع ؟
ومن هم معظم جنود الوحدات الخاصة التي قادها العميد علي حيدر ؟
ومن هم ضباط وحدات الأمن القومي والأمن العسكري وأمن الدولة
وأمن القوى الجوية ...... وغيرها من فروع الأمن التي يعجز الباحث عن الإحاطة بأسمائها .
والإخوان المسلمون لايدعون ولايقولون أبداً أن جميع الطائفة العلوية وقفت مع الطاغية ،
لأن ذلك مخالف للواقع وللحقيقة التاريخية التي نحاول الوصول إليها .
بل يجب أن نقول أن بعضاً من العلويين أذلـوا وأهينوا وماتوا في السجون ،
وهذه حقائق لايستطيع الباحث الموضوعي إغفالها ،
وهذا يؤكد ما أقوله وهو أن نظام الأسـد كان بؤسـاً وشـقاء
لمعظم أبناء سوريا بمختلف أديانهم وطوائفهم .
4 ـ تقول في ردك [ ... قتل مواطن واحد بريء يستوجب القصاص العادل ،
ولافرق من يعتدي على بريء واحد أو ألف بريء لأنه مجرم وقذر وملوث بالدماء ...] ،
وتقول أن من وردت أسماؤهم في كتاب حماة مأساة العصر هم ألف وثلاث مئة ثلثهم مكرر .
أي أنك لاتصدق ما أقوله بأنه قتل في مأساة حماة (1982) عشرات الألوف من المواطنين .
وأنت تقول قتل مواطن واحد يستوجب القصاص العادل ،
وبالتأكيد قتل في حماة أكثر من واحد ، فهيا معي نطالب بالقصاص العادل من القتلة .
وأرجو أن تقرأ تقرير الصحفي ( روبرت فيسك ) الذي مـر في حماة بعيد وقف
اطلاق النار بقليل ، وأنا كباحث تاريخي ، ليس أمامي سوى مقابلة شواهد
عيان وجمع المعلومات عنهم ، والاستفادة من كتاب حماة مأساة العصر وغيره
وكل مانشر عن الحدث التاريخي . والمهم أن حي الحاضر وهو ثلث مدينة حماة ،
وهو الحي القديم الذي لاتستطيع الدبابات الدخول إليه ، هذا الحي
دمر معظمه أو كله( كما يقول روبرت فيسك الذي دخل حماة ودخان المعركة مازال فوقها ) ،
والمعروف لدى أهالي حماة أن أسراً بكاملها قتلت ، منهم أسرة ( هبة الدباغ )
مؤلفة كتاب ( خمس دقائق فقط ...) . ومنها في يوم الجمعة ، بعد إحكام السيطرة
من قبل جيش النظام على المدينة ، حيث انتهت مقاومة شباب الطليعة يوم الثلاثاء ،
بعد ذلك بيومين أي يوم الجمعة جمع الجيش (1500) من موظفي المساجد
( أولهم مفتي حماة الشيخ بشير مراد يرحمه الله ، وعدد من مدرسي التربية الإسلامية
، وعدد من أئـمة المساجد ، والمؤذنين ، وعمال المساجد ، وطلاب العلم الشرعي ،
وقتلهم على طريق سريحين ) .
ولاخلاف بيننا على الأرقام ، أنت تقول واحد برئ مثل ألف برئ ،
وأنا أقسم بالله عزوجل أنه قتل أكثر من واحد برئ !!!؟
يقول (فان دام ) ص (166) من الطبعة الثانية :
( .. وتراوحت تقديرات عدد القتلى بين 5000 و 25000، معظمهم ضحايا من سكان حماة نفسها ،
وبالنظر إلى التقديرات العليا نجد أن 10% من مجموع السكان البالغ حوالي 200 ألف قد قتل ،
فقد تم قذف ودك أحياء بالكامل كانت تكتظ بالسكان ،
بما فيها الجوامع والأسواق وشبكات الطرق ) ،
انتهى كلام فان دام [ واقبل مني هذه النكتة :
أرجو أن لاتقول عنه ( عن فان دام ) طائفي بامتياز !!! ] .
وأرجو أن تعود إلى إفادات الجنود من سرايا الدفاع الذين اعتقلوا في الأردن ،
وقد سمعت إفاداتهم وهي مسجلة على شريط فيديو ،
وساهموا في مجزرة تدمر الأولى (1980) ، وراح ضحيتها قرابة ألف من خيرة مواطني سوريا ،
وأرجو أن تقرأ مايكتبه الصحفي الأستاذ نزار نيوف عن ذلك .
5 ـ النسـب غير مهمة ، ولايهمني أن يكون السـنة كذا بالمئة ،
[ مـر في مقالتي أن العلويين 12%] ، واغتاظ الزميل العلوي الذي يرى
أن [العلويين 20% وأن مجموع فرق الشيعة 30% ، وأن السنة 58% مقسمين
على تركمان وأكراد وألبان وشـاشـان وجركس وأتراك وبـدو وشـوايا ].ـ
ويلاحظ أن الزميل العلوي لم يذكر مصطلح ( عرب ) وإنما قال بدلاً منه ( بدو وشوايا ) .
نحن لانطرح هذا الطرح أبداً ، نحن نقول سوريا لكل أبنائها ،
ولانفضل المواطن السني على المواطن العلوي ،
كما لانفضل المواطن الحضري على المواطن البدوي أو الشاوي !!!!
وأرجو أن تقرأ كتاب ( فان دام ) : الصراع على السلطة في سوريا ،
وهو رسالة دكتوراة ، أي بحث أكاديمي موثق ، فهذا الكتاب يستفيد منه المؤرخون ـ
الباحثون عن الحقيقة ـ كثيراً . وقد أورد إحصاءات موثوقة ومقبولة عن سوريا .
6 ـ أختلف معك بقوة عندما تقول [ صار من الصعب أن نعيش في دولة مركزية واحدة ]
وكأنك تدعو إلى فيدرالية ، وهذا يازميلي مخطط صهيوني ،
كتب عنه محمد عبدالله الغريب كتاب الصراع العربي الاسرائيلي
( مؤامرة الدويلات الطائفية ) وأنصح كل غيور على وطنه سوريا أن يقرأ هذا الكتاب
.وخلاصته أن الصهيونية والصليبية العالمية تريد تقسيم الدول العربية
( المقسمة أصلاً ) المحيطة بدولة العدو الصهيوني ، تقسمها إلى دويلات طائفية ،
وسوف تنشغل هذه الدويلات بالصراع العقائدي والمذهبي بينها ،
وتترك دويلة الصهاينة لتنمو وتصبح أكبر وأقوى دولة في الشرق الأوسط ،
ومن ثم أكبر وأقوى دولة في العالم ، كما يخطط حكماء صهيون .
أما الإخوان المسلمون فقد أعلنوا انهم يعيشون بسلام ووئام مع الآخـر المخالف
لهم في الدين والمذهب والسياسة والعرق ، ويعلنون دوماً بأنهم لايرضون
ولايسكتون ولا يستكينون أمام مخططات الصهيونية العالمية .
وأتمنى أن لاأسـمعه منك يازميلي مرة ثانية ، وأدعو الله أن لا أسمعه من أي سوري .
فقد عشنا في دولة واحدة ، جيراناً متحابين قبل نظام الطاغية ،
وقد تعلمت نصف المرحلة الابتدائية في قرية ( غير سنية ) ونعم الجيران لنا ،
وعلاقاتنا معهم طيبة ، كما درست دار المعلمين ومعظم طلابها من العلويين ،
ولي منهم زملاء ، ولا أذكر حدثاً طائفياً واحداً حصل طوال السنوات الأربع فيها
، ولم تكن كلمة طائفية مستخدمة في سوريا قبل نظام الطاغية ،
والآن ندعـو أن تعود سوريا بلداً حراً لكل أبنائها ،
لافرق فيه بين طائفة وأخرى ، وعرق وآخر ، وحضري وبدوي وشاوي !!!
فكلنا شركاء في الوطن ، لقد عشنا عقد الخمسينات ، شعباً واحداً ،
يتجاور فيه العلوي مع السني ، الكردي مع العربي ، ويتعاون الجميع ،
وكذلك الحال في الستينات قبل أن ينفرد الطاغية بالسلطة في سوريا .
وختاماً تقبل مني عاطر التحيـة . وإلى أن نلتقي في سـوريا الحـرة ،
حيث يعيش فيها جميع أبنائها أحراراً متساويين وشركاء في السراء والضراء .
وأذكرك بموقف الإخوان المسلمين الذين لاقوا ماتشيب منه الأطفال من نظام الأقلية الأسدي ،
أريقت دماؤهم ، وأنتهكت أعراضهم ، ونهبت أموالهم ، وقاسوا من هذا النظام مالم يقاسيه المسلمون من التتار والمغول والصليبيين ... وبعد ذلك كله ،
وهم الآن مشردون في أصقاع الأرض ، مع أولادهم وأحفادهم ،
ثلاثة أجيال ، كل ذلك لأنهم قالوا للظالم المستبد قالوا له ياظالم ...
تجدهم اليوم يرفضون الاستقواء بالأجنبي ، ويعلنون انهم يقفون مع
وطنهم ضد أي عدوان خارجي . ومع ذلك كله يتهمهم المؤتمر العاشر للحزب ،
ويضعهم في سـلة حزب فريد الغادري ، وصح قول الشـاعر :
إن كنت تـدري فتلك مصيبـة وإن كنت لاتدري فالمصيبة أعظم
والحمد لله رب العالمين .
أ-جولاق
رســالـة إلى زميل عـلوي
*خالد الأحمـد
نشرت في بعض مواقع ( الانترنت ) موضوعاً عنوانه t]الإخوان المسلمون والطائفية ]
خلاصته مايلي : ( ويمكن مراجعته في موقع مرآة سوريا 27/1/2005) .
1ـ تعريف الطائفية .
2 ـ عمر بن الخطاب ورفقه بيهود المدينة .
3 ـ الإخوان في مصر والأقباط (حتى يتقدم محامون أقباط للدفاع عن مرشد الإخوان أمام المحكمة ) .
4 ـ الإخوان في سوريا وعلاقتهم الطيبة مع المسيحيين ( في انتخابات المجلس النيابي ـ حماة 1962ـ
كان في قائمة الإخوان الأستاذ أديب نصور ( مسيحي ) ) .
5 ـ يذكر (فان دام ) في أطروحته للدكتوراة بعنوان الصراع على السلطة في سوريا
أن البعثيين سرحوا الضباط السنة بحجج مختلفة ، وأستبدلوهم بضباط من غير السنة ،
ويؤكد فان دام السلوك الطائفي لنظام الأقلية في سوريا .
6 ـ راتب العسكري المجند (العلوي ) في سرايا الدفاع كان (1500) ليرة ،
عندما كان راتب المدرس الجامعي (500) ليرة .
7 ـ هذا السلوك الطائفي أدى إلى انفجار الشعب السوري ومن ذلك الانفجار :
أ ـ نشوء الطليعة المقاتلة على يد مروان حديد يرحمه الله .
ب ـ أحدا ث مسجد السلطان (1964) .
ج ـ أحداث الجامع الأموي (1965) .
د ـ أحداث الدستور ( 1973) .
ه ـ أحداث حماة (1980 ) ، (1982) .
8 ـ نتائج السياســة الطائفية :
أ ـ انتشار الرشـوة والفسـاد الإداري .
ب ـ نهب خيرات سوريا من قبل رفعت الأسـد وأزلامه وأقرانـه ومنافسـيه ،
ويذكر الدكتور بشير زين العابدين بعض مؤسسات رفعت الأسد في فرنسا .
وجاءني اعتراض من زميل علوي يصفني بأنني ( طائفي بامتياز ) ،
وذكر بعض الاعتراضات والمقترحات ، ورأيت أن أرد عليها ،
وأن يطلع كل سـوري على هذا الـرد :
زميلنا الأستاذ (......) يحفظه الله ، السلام عليكم ورحمة الله وبعد .
أشكرك على تواصلك معي ، وأشكر كل من أسس شبكة المعلومات الدولية
( الانترنت ) التي نقلت لي رسالتك ، وسهلت لنا التواصل فيما وراء الأسوار الحديدية ،
التي تكتم أنفاس المواطن ، وتمنعه من المعرفة والاطلاع . وهذه الرسالة لك ولكل مواطن سوري .
زميلنا الفاضل :
1 ـ تقول أنني طائفي بامتياز ، سامحك الله ، أنا لست كذلك ،
ربما لم أستطع أن أعبر عما في قلبي ، بسبب تقصيري في البلاغة والتعبير ،
وقد يكون للمنهج التاريخي الأكاديمي الذي أنهجـه دور في ذلك ،
فأنا أحاول أن أعرض الحقيقة التاريخية كما وصلت إلي ،
بعد محاولة مني للتحقق من صحة وقوعها . ويجب علينا أن نعرض التاريخ لأجيالنا ـ
كما هو ـ لا كما نحب أن يكون .. وأنا أتفطر ألماً لما حدث في سوريا :
1ـ تفطرت ألماً يوم مجزرة المدفعية ، وأصدر الإخوان المسلمون السوريون بياناً نشروه
في مجلة المجتمع ( شعبان 1399هـ) ، استنكروا فيه تلك المجزرة ،
ومازلت أسميها مجزرة ، لأن القتل فيها كان طائفياً ،
وأعلنت وأعلن أن طلاب الضباط الذين قتلوا كانوا أبرياء ،
ونحن المسلمين لانقتل البريء ، وإن خالفنا في المذهب ، أو حتى خالفنا في الدين ،
يقول الفقهاء [ لايجوز قتل الكافر لأنه كافر ] .
2ـ وتفطر قلبي ألماً يوم مجزرة تدمر الأولى حيث قتلت سـرايا الدفاع
ألفاً من خيرة أبناء سـوريا، ( أطباء ومهندسون ومدرسون وجامعيون ... ) ،
فتحوا عليهم نيران الأسلحة الرشاشة وهم في الزنازين ،
وإذا لم تصدق اسأل الصحفي الأستاذ نزار نيوف .
3ـ كما تفطر قلبي ألماً لمجزرة تدمر المستمرة حيث قتل فيها
بضعة عشر ألفاً على مدى بضعة أعوام قبل عام (1990) ،
واقرأ كتاب شاهد ومشهود للأردني محمد سليم حماد .
4 ـ وتفطر قلبي ألماً لمأساة حماة ،ومجزرة جسر الشغور ،
ومجزرة هنانو ، ومجازر جبل الزاوية ، ....وغيرها ، وتمنيت لو لم يقع ذلك كله ،
تمنيت لو لم تقع أي من هذه المجازر ، ولكن بعد أن وقع ذلك كله ،
من واجبي كباحث في التاريخ أن أكشف عن الحقائق ، وأن أنشرها ،
لأن ذلك هو الوقاية من أن يعود مثلها إلى بلدي .
إن معرفة الماضي تنفعنا في الحاضر والمستقبل ،
أما أن نطمس الماضي ونفعل كما تفعل النعامة ، فهذا سيكرر الأخطاء مرات ومرات ،
وسوف تعود المجازرمرات ومرات لاسمح الله .
ـ الإخوان ضد الطائفية بالتأكيد ، منذ أن أسس الإخوان في سوريا (1945) . وقد أكدوا ذلك في ميثاق الشرف الوطني . ولايستطيع الباحث التاريخي المنصف والموضوعي
أن يقول خلاف ذلك .وفي مقالتي نفسها أمثلة لذلك .
2 ـ أستاذنا لم أفهم جملة من ردك علي وهي : [ ...بعد سقوط الطاغية السني
الدموي المدعوم من الأصولية السنية العربية ومن الإخوان السوريين المتحالفين معه بقوة ..] .
إذا كنت تقصد ( حافظ الأسد ) فهو طاغية بحق ، ولايهم إن كان سنياً أو علوياً ،
فالطاغية هو الطاغية من أي مذهب كان .
وإن كنت تقصد صدام فهو طاغية أيضاً لايقل عن الأسد ،
وقتل من الشعب العراقي بكل طوائفه ومذاهبه وأعراقه عشرات أو مئات الألوف .
أما اختياري لرفعت الأسد وفساده ، لأنه قمة الفساد ،
ولأنه المسؤول الثاني عن نظام الاستبداد والقمع والقهر الذي عاشته سوريا ،
وهذا لايعني أنه لايوجد فاسدين غيره ، أتفق معك بأنه يوجد كثير من نماذج فاسدة
من بعثي السلطة السنيين وهم كثر جداً وسيئين بامتياز .
3 ـ أما أن حكم الأسد كان العصر الذهبي للسنة !!؟ ( كما تقول ) فأنا أرى ـ
ولك ماترى ـ أن عصر الأسد كان بـؤسـاً لجميع أطياف الشعب السوري ،
كله السنة والعلويون ، ولم يـستفد منه إلا أفراد أسـرته ،
وبعض أزلامه من العلويين ومن السنة أيضاً .
يازميلي قد نخجل نحن المثقفين من الطرح الطائفي ،
أما عـامة الشعب فقد تحدثوا عنها كثيراً ، لمدة عقود من الزمن ،
وليس من السهل إقناع العامة بأن حكم الأسد لم يسـخر الكثيرين البسطاء
من الطائفة العلوية لمصلحته ومصلحة أسرته ، من هم جنود سرايا الدفاع ؟
وما هي الأجزاء المحتلة من الوطن التي حررتها سرايا الدفاع ؟
ومن هم معظم جنود الوحدات الخاصة التي قادها العميد علي حيدر ؟
ومن هم ضباط وحدات الأمن القومي والأمن العسكري وأمن الدولة
وأمن القوى الجوية ...... وغيرها من فروع الأمن التي يعجز الباحث عن الإحاطة بأسمائها .
والإخوان المسلمون لايدعون ولايقولون أبداً أن جميع الطائفة العلوية وقفت مع الطاغية ،
لأن ذلك مخالف للواقع وللحقيقة التاريخية التي نحاول الوصول إليها .
بل يجب أن نقول أن بعضاً من العلويين أذلـوا وأهينوا وماتوا في السجون ،
وهذه حقائق لايستطيع الباحث الموضوعي إغفالها ،
وهذا يؤكد ما أقوله وهو أن نظام الأسـد كان بؤسـاً وشـقاء
لمعظم أبناء سوريا بمختلف أديانهم وطوائفهم .
4 ـ تقول في ردك [ ... قتل مواطن واحد بريء يستوجب القصاص العادل ،
ولافرق من يعتدي على بريء واحد أو ألف بريء لأنه مجرم وقذر وملوث بالدماء ...] ،
وتقول أن من وردت أسماؤهم في كتاب حماة مأساة العصر هم ألف وثلاث مئة ثلثهم مكرر .
أي أنك لاتصدق ما أقوله بأنه قتل في مأساة حماة (1982) عشرات الألوف من المواطنين .
وأنت تقول قتل مواطن واحد يستوجب القصاص العادل ،
وبالتأكيد قتل في حماة أكثر من واحد ، فهيا معي نطالب بالقصاص العادل من القتلة .
وأرجو أن تقرأ تقرير الصحفي ( روبرت فيسك ) الذي مـر في حماة بعيد وقف
اطلاق النار بقليل ، وأنا كباحث تاريخي ، ليس أمامي سوى مقابلة شواهد
عيان وجمع المعلومات عنهم ، والاستفادة من كتاب حماة مأساة العصر وغيره
وكل مانشر عن الحدث التاريخي . والمهم أن حي الحاضر وهو ثلث مدينة حماة ،
وهو الحي القديم الذي لاتستطيع الدبابات الدخول إليه ، هذا الحي
دمر معظمه أو كله( كما يقول روبرت فيسك الذي دخل حماة ودخان المعركة مازال فوقها ) ،
والمعروف لدى أهالي حماة أن أسراً بكاملها قتلت ، منهم أسرة ( هبة الدباغ )
مؤلفة كتاب ( خمس دقائق فقط ...) . ومنها في يوم الجمعة ، بعد إحكام السيطرة
من قبل جيش النظام على المدينة ، حيث انتهت مقاومة شباب الطليعة يوم الثلاثاء ،
بعد ذلك بيومين أي يوم الجمعة جمع الجيش (1500) من موظفي المساجد
( أولهم مفتي حماة الشيخ بشير مراد يرحمه الله ، وعدد من مدرسي التربية الإسلامية
، وعدد من أئـمة المساجد ، والمؤذنين ، وعمال المساجد ، وطلاب العلم الشرعي ،
وقتلهم على طريق سريحين ) .
ولاخلاف بيننا على الأرقام ، أنت تقول واحد برئ مثل ألف برئ ،
وأنا أقسم بالله عزوجل أنه قتل أكثر من واحد برئ !!!؟
يقول (فان دام ) ص (166) من الطبعة الثانية :
( .. وتراوحت تقديرات عدد القتلى بين 5000 و 25000، معظمهم ضحايا من سكان حماة نفسها ،
وبالنظر إلى التقديرات العليا نجد أن 10% من مجموع السكان البالغ حوالي 200 ألف قد قتل ،
فقد تم قذف ودك أحياء بالكامل كانت تكتظ بالسكان ،
بما فيها الجوامع والأسواق وشبكات الطرق ) ،
انتهى كلام فان دام [ واقبل مني هذه النكتة :
أرجو أن لاتقول عنه ( عن فان دام ) طائفي بامتياز !!! ] .
وأرجو أن تعود إلى إفادات الجنود من سرايا الدفاع الذين اعتقلوا في الأردن ،
وقد سمعت إفاداتهم وهي مسجلة على شريط فيديو ،
وساهموا في مجزرة تدمر الأولى (1980) ، وراح ضحيتها قرابة ألف من خيرة مواطني سوريا ،
وأرجو أن تقرأ مايكتبه الصحفي الأستاذ نزار نيوف عن ذلك .
5 ـ النسـب غير مهمة ، ولايهمني أن يكون السـنة كذا بالمئة ،
[ مـر في مقالتي أن العلويين 12%] ، واغتاظ الزميل العلوي الذي يرى
أن [العلويين 20% وأن مجموع فرق الشيعة 30% ، وأن السنة 58% مقسمين
على تركمان وأكراد وألبان وشـاشـان وجركس وأتراك وبـدو وشـوايا ].ـ
ويلاحظ أن الزميل العلوي لم يذكر مصطلح ( عرب ) وإنما قال بدلاً منه ( بدو وشوايا ) .
نحن لانطرح هذا الطرح أبداً ، نحن نقول سوريا لكل أبنائها ،
ولانفضل المواطن السني على المواطن العلوي ،
كما لانفضل المواطن الحضري على المواطن البدوي أو الشاوي !!!!
وأرجو أن تقرأ كتاب ( فان دام ) : الصراع على السلطة في سوريا ،
وهو رسالة دكتوراة ، أي بحث أكاديمي موثق ، فهذا الكتاب يستفيد منه المؤرخون ـ
الباحثون عن الحقيقة ـ كثيراً . وقد أورد إحصاءات موثوقة ومقبولة عن سوريا .
6 ـ أختلف معك بقوة عندما تقول [ صار من الصعب أن نعيش في دولة مركزية واحدة ]
وكأنك تدعو إلى فيدرالية ، وهذا يازميلي مخطط صهيوني ،
كتب عنه محمد عبدالله الغريب كتاب الصراع العربي الاسرائيلي
( مؤامرة الدويلات الطائفية ) وأنصح كل غيور على وطنه سوريا أن يقرأ هذا الكتاب
.وخلاصته أن الصهيونية والصليبية العالمية تريد تقسيم الدول العربية
( المقسمة أصلاً ) المحيطة بدولة العدو الصهيوني ، تقسمها إلى دويلات طائفية ،
وسوف تنشغل هذه الدويلات بالصراع العقائدي والمذهبي بينها ،
وتترك دويلة الصهاينة لتنمو وتصبح أكبر وأقوى دولة في الشرق الأوسط ،
ومن ثم أكبر وأقوى دولة في العالم ، كما يخطط حكماء صهيون .
أما الإخوان المسلمون فقد أعلنوا انهم يعيشون بسلام ووئام مع الآخـر المخالف
لهم في الدين والمذهب والسياسة والعرق ، ويعلنون دوماً بأنهم لايرضون
ولايسكتون ولا يستكينون أمام مخططات الصهيونية العالمية .
وأتمنى أن لاأسـمعه منك يازميلي مرة ثانية ، وأدعو الله أن لا أسمعه من أي سوري .
فقد عشنا في دولة واحدة ، جيراناً متحابين قبل نظام الطاغية ،
وقد تعلمت نصف المرحلة الابتدائية في قرية ( غير سنية ) ونعم الجيران لنا ،
وعلاقاتنا معهم طيبة ، كما درست دار المعلمين ومعظم طلابها من العلويين ،
ولي منهم زملاء ، ولا أذكر حدثاً طائفياً واحداً حصل طوال السنوات الأربع فيها
، ولم تكن كلمة طائفية مستخدمة في سوريا قبل نظام الطاغية ،
والآن ندعـو أن تعود سوريا بلداً حراً لكل أبنائها ،
لافرق فيه بين طائفة وأخرى ، وعرق وآخر ، وحضري وبدوي وشاوي !!!
فكلنا شركاء في الوطن ، لقد عشنا عقد الخمسينات ، شعباً واحداً ،
يتجاور فيه العلوي مع السني ، الكردي مع العربي ، ويتعاون الجميع ،
وكذلك الحال في الستينات قبل أن ينفرد الطاغية بالسلطة في سوريا .
وختاماً تقبل مني عاطر التحيـة . وإلى أن نلتقي في سـوريا الحـرة ،
حيث يعيش فيها جميع أبنائها أحراراً متساويين وشركاء في السراء والضراء .
وأذكرك بموقف الإخوان المسلمين الذين لاقوا ماتشيب منه الأطفال من نظام الأقلية الأسدي ،
أريقت دماؤهم ، وأنتهكت أعراضهم ، ونهبت أموالهم ، وقاسوا من هذا النظام مالم يقاسيه المسلمون من التتار والمغول والصليبيين ... وبعد ذلك كله ،
وهم الآن مشردون في أصقاع الأرض ، مع أولادهم وأحفادهم ،
ثلاثة أجيال ، كل ذلك لأنهم قالوا للظالم المستبد قالوا له ياظالم ...
تجدهم اليوم يرفضون الاستقواء بالأجنبي ، ويعلنون انهم يقفون مع
وطنهم ضد أي عدوان خارجي . ومع ذلك كله يتهمهم المؤتمر العاشر للحزب ،
ويضعهم في سـلة حزب فريد الغادري ، وصح قول الشـاعر :
إن كنت تـدري فتلك مصيبـة وإن كنت لاتدري فالمصيبة أعظم
والحمد لله رب العالمين .
أ-جولاق