بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الإسلام في العراق و الشام
أو داعش التنظيم الذي يثير حوله كل إشارات التعجب و الاستفهام؟!
تحقيق متواضع عملت عليه طويلاً و قسمته لأجزاء توخيت فيه الأمانة و الحيادية أرجو أني أفيدكم به ، يتضمن استنتاجات من الأحداث الدائرة و الفديوهات المتعلقة و معلومات جمعتها و شهادات البعض و شهادتي لحادثة صغيرة قديمة و قسمته لعدة محاور:
1- حرب العراق و المخابرات السورية و القاعدة و الزرقاوي
2- محمود قول أغاسي أبو القعقاع
3- تنظيم الدولة و كيف تحول إلى اسم نكرهه (داعش)
5- العربية و المالكي و ٱل سعود و تنظيم الدولة في الأنبار.
الجزء الأول:
1- حرب العراق و المخابرات السورية و القاعدة و الزرقاوي.
بدأت القصة من غزو العراق في ٱذار 2003 و استقطاب الحرب للشباب المسلم و خاصة السوري و بروز نجم المجاهد الأردني الشاب أبي مصعب الزرقاوي لنجاحه الباهر في كسر ظهر المحتل الأمريكي الإيراني لبلاد الرافدين ، الذي عين فيما بعد أميراً لتنظيم القاعدة في العراق
و كعادتها منذ 50 عاماً لا بد لها من دخول بورصة الحرب المخابراتية ، دأبت مخابرات النظام الطائفي النشطة و الدؤوبة على الاستفادة من الحرب الدائرة في الجوار العراقي تحت بند المقايضة المخابراتية للملفات المشتركة مع دول اللعبة، إلى جانب خدمات مجانية تحفظ لعائلة الأسد الاستمرار في حكم سوريا حتى أصبحت سجون دمشق مكاناً مفضلاً للأمريكان ينتزعون فيه من المجاهدين ما فشلوا فيه في غوانتانامو. و لا نعفي مخابرات الأسد من طموحات مستقلة عن المحتلين بهدف حجز مقعد فاخر في نادي اللاعبين الدوليين الكبار. فمن النادر في العالم اليوم أن تجد دولة تحافظ على خط مخابراتي ثابت لمدة 50 عاماً بما يتضمنه من صفقات و خدمات هائلة لا تنقطع و لا تتوقف و لا تتغير أولوياتها بتغير الحكم من حزب لٱخر أو من زعيم لٱخر كما في دول الغرب عامة فنظامنا فريد جداً من هذه الناحية و هذا سبب مباشر لرغبة الغرب بعدم سقوطه رغم الثورة السورية الكبرى و تداعيتها.
و كانت أفضل كعكة لذيذة تقدم ٱنذاك للسيدين الأمريكي و الإيراني هي اختراق تنظيم القاعدة الشرس و زعيمه في العراق الزرقاوي ، خصوصاً أن تسريباتٍ ٱنذاك تفيد بتوسع مكانة السوريين ضمن المجاهدين لبسالتهم في القتال و رجاحة رأيهم و خبرتهم العسكرية و اعتماد الزرقاوي عليهم بشكل لافت لتتبلور لديه فكرة توسيع التنظيم ليشمل العراق و سوريا فيما بعد كمطلب شبابي سوري بضرورة لم شمل الأمة و توسيع جبهة الجهاد ضد الأمريكان و الإيرانيين و عميلهم الأسد مما أشعر نظام الأسد بالخطر الكامن، فكان لابد من سرعة العمل.
و إنه لغبي من يظن أن مخابراتنا ضعيفة أو تقليدية العمل و الأسلوب ، فكبار ضباط الأمن السوري من النصيريين درسوا و خبروا مكامن الدين بشكل مذهل و يعرفون عن الإسلام و الجهاد و الصوفية و المعتزلة و السلفية بأحزابها ربما أكثر مما عرفه ابن باز و الألباني و عبد الله عزام رحمهم الله ، و معظهم حين يتقاعدون يصبحون مستشارين أمنيين كبار في دول عديدة عربية و غربية.
2- محمود قول ٱغاسي أبو القعقاع.
فجأة في حلب القديمة عام 2004 و في أحد زواريبها الضيقة يعتلي المنبر في جامع صغير عتيق شاب فارع الطول يدعو علانية للجهاد في العراق و ينتقد بشكل لاذع لا يصدق دولة الأسد و نظامها و أجهزتها المخابراتية!!
أبو القعقاع محمود قول أغاسي تولد عام1973 تركماني الأصل من أطراف حلب ، يحمل الدكتوراه برسالة عنونها ب فن الدعوة كما يقول . أسس لمريديه مجموعة شبابية باسم "غرباء الشام" و كان يحظى بحرية تنقل مريبة و مرافقة و سيارات و يجمع الأموال باسم الجهاد و يرسل شبابنا إلى العراق و بعضهم وقع على الحدود فريسة سهلة لمخابرات النظام أو إيران أو أمريكا.
في أواخر صيف 2004 يوم الجمعة ذهبت باكراً و بعض الإخوة أصدقائي من حماه و إدلب لنستكشف الخبر و دخلنا متاهات حلب القديمة الغالية بحثاً عن مسجد يخطب فيه أبو القعقاع وصلنا قبل الأذان و جلسنا في الداخل ، المشهد : جامع صغير متواضع جداً طلاء جدرانه قديم جداً و سجاده مهترء عمره عشرات السنين و الحضور غالبية ساحقة من طلاب جامعة حلب و من جميع المحافظات و بعض بسطاء الحي من الشباب الذي أقنعه أحدهم بأن السلفية تكمن في قصر الثوب، و أمام المسجد ساحة متوسطة افترشها المصلون ، أذن المؤذن و صعد الخطيب للمنبر بلحية طويلة و حلة أفغانية و بعيون لا أنساها و بدأت الخطبة رصينة مدوية تحضّ على الجهاد في العراق و تسخر من الحياة الدنيا و نحن نتابع بخوف شديد و فجأة لاحظت أن أعمدة المسجد مليئة بكاميرات المراقبة ثبتت تحت المراوح القليلة أصلاً فأخفضت وجهي خوفاً من الكاميرات و بدأت أفكر : يا سبحان الله الجامع يمتلك ثمن تركيب كاميرات مراقبة كانت غالية و نادرة في تلك الأيام و لا يمتلك ثمن سطلين دهان لطرش الجدران المهترئة أو ثمن سجاد جديد!!
فنبهت صديقي بجانبي للأمر (شوف الكاميرات ..هاد الجامع للمخابرات و هاد الواقف ع المنبر ....) وقلت له و للبقية إني سأخرج و فعلاً انسحبنا من صحن المسجد وسط استهجان المصلين( الروح غالية) و أكملنا الخطبة خارجه و انهى أبو القعقاع خطبته بدون الدعاء للسيد الرئيس طبعاً.
و من وقتها بدأت حالات اعتقال كثيفة لطلاب جامعة حلب من داخل غرف السكن الجامعي و جلهم من اختصاصات الهندسات و الطب بتهم الوهابية و السلفية و أظن أن بعضهم إذا بقي حياً موجود حالياً في سجون دمشق و خاصة صيدنايا.
حظي أبو القعقاع بمصداقية لدى قيادة التنظيم في العراق بسبب نشاطه و ضخامة الأموال التي يجلبها و أعداد الشباب الذين يجندهم من سورية و يُتهم الرجل بأنه كشف معسكرات الزرقاوي للنظام و بالتالي للأمريكان و الإيرانيين و بأنه ساهم -بعلم منه أو بدون علمه- مع المخابرات السورية و الإيرانية في استلام ضباط أمن سوريين و إيرانيين و كويتيين و غيرهم مناصب قيادية هامة لدى الزرقاوي ، لتنتهي القصة بمقتل الزرقاوي رحمه الله في 7حزيران 2006 و يتم وأد الفكرة الموسعة المخيفة لإيران و الأسد و الغرب ، تنظيم دولة الإسلام في العراق و الشام.
و يغيب أبو القعقاع عن المشهد بعد مقتله ليطل علينا في حي حلب الجديدة الراقي بجامع الإيمان و قد قصرت لحيته و تحدث ثوبه و ترقَّت هيأته الأفغانية الخشنة لتصير إلى هيأة شيخ عصري يرتدي البذات الأوربية أحياناً و يعقد اللقاءات الثقافية و تختفي خطب الجهاد ليتحول إلى زمرة الشيوخ دعاة جهاد النفس-الجهاد الأكبر و ترك جهاد المحتل و الدعوة لبشار الأسد على المنبر و يختفي مريدوه السلفيون محبو الجهاد الحقيقي.
★و الحديث يطول و الشكوك تصول و تجول حول شخصية أبي القعقاع فمن ملف العراق إلى اغتيال الحريري و محاولة النظام وضعه ككبش فداء للمحكمة كما فعل مع غازي كنعان عراب أبي القعقاع ، إلى إقحام النظام اسمه بتحقيقات فتح الإسلام و أحداث نهر البارد ، و هكذا إلى أن أخرج نوري المالكي عام 2007 على شاشات التلفزة -و بطريقة كيدية لا نعلم أسبابها -ملفات ووثائق تجرم نظام الأسد و تظهر علاقة أبي القعقاع بالقاعدة بالإضافة لأدلة على علاقته بالمخابرات السورية ( نظامنا بيلعب ع مية حبل).
و ربما في ٱخر أيامه حاول أن يستعيد مجده الشعبي فخطب في 26/1/2007 خطبة نارية يخاطب فيها بشار الأسد شخصياً أسماها "موساد تبتلع البلاد" يفضح فيها تجاوزات الأسد و أعوانه و مخابراته بحق الشعب .
و في 28/9/2007 بعد انتهاء صلاة الجمعة في جامع الإيمان تقدم شاب بمسدس بكاتم صوت و أطلق رصاصاً في رأس الرجل و صدره و هرب ثم ألقي القبض عليه و ذاب إلى الأبد في سجون الأسد و دارت الشائعات أنه من المغرر بهم الذين أوقع بهم أبو القعقاع و جاء لينتقم لرفاقه و قيل إن دوره انتهى و صفّته المخابرات.
للاستزادة انظروا في خطب الشيخ و في مقال للصحفي ابراهيم الجبين عنه رغم أني أعتبره مكان شبهة باعتباره استطاع وقتها التواصل مع أشخاص مشبوهين و في أماكن مشبوهة و لم يفصح عما يعرفه إلا بعد الثورة رغم أن المعلومات التي أوردها لم تكن لتضره في زمن ماقبل الثورة.
صورتان لأبي القعقاع قبل و بعد التحول و خطبه موجودة على اليوتيوب.
دولة الإسلام في العراق و الشام
أو داعش التنظيم الذي يثير حوله كل إشارات التعجب و الاستفهام؟!
تحقيق متواضع عملت عليه طويلاً و قسمته لأجزاء توخيت فيه الأمانة و الحيادية أرجو أني أفيدكم به ، يتضمن استنتاجات من الأحداث الدائرة و الفديوهات المتعلقة و معلومات جمعتها و شهادات البعض و شهادتي لحادثة صغيرة قديمة و قسمته لعدة محاور:
1- حرب العراق و المخابرات السورية و القاعدة و الزرقاوي
2- محمود قول أغاسي أبو القعقاع
3- تنظيم الدولة و كيف تحول إلى اسم نكرهه (داعش)
5- العربية و المالكي و ٱل سعود و تنظيم الدولة في الأنبار.
الجزء الأول:
1- حرب العراق و المخابرات السورية و القاعدة و الزرقاوي.
بدأت القصة من غزو العراق في ٱذار 2003 و استقطاب الحرب للشباب المسلم و خاصة السوري و بروز نجم المجاهد الأردني الشاب أبي مصعب الزرقاوي لنجاحه الباهر في كسر ظهر المحتل الأمريكي الإيراني لبلاد الرافدين ، الذي عين فيما بعد أميراً لتنظيم القاعدة في العراق
و كعادتها منذ 50 عاماً لا بد لها من دخول بورصة الحرب المخابراتية ، دأبت مخابرات النظام الطائفي النشطة و الدؤوبة على الاستفادة من الحرب الدائرة في الجوار العراقي تحت بند المقايضة المخابراتية للملفات المشتركة مع دول اللعبة، إلى جانب خدمات مجانية تحفظ لعائلة الأسد الاستمرار في حكم سوريا حتى أصبحت سجون دمشق مكاناً مفضلاً للأمريكان ينتزعون فيه من المجاهدين ما فشلوا فيه في غوانتانامو. و لا نعفي مخابرات الأسد من طموحات مستقلة عن المحتلين بهدف حجز مقعد فاخر في نادي اللاعبين الدوليين الكبار. فمن النادر في العالم اليوم أن تجد دولة تحافظ على خط مخابراتي ثابت لمدة 50 عاماً بما يتضمنه من صفقات و خدمات هائلة لا تنقطع و لا تتوقف و لا تتغير أولوياتها بتغير الحكم من حزب لٱخر أو من زعيم لٱخر كما في دول الغرب عامة فنظامنا فريد جداً من هذه الناحية و هذا سبب مباشر لرغبة الغرب بعدم سقوطه رغم الثورة السورية الكبرى و تداعيتها.
و كانت أفضل كعكة لذيذة تقدم ٱنذاك للسيدين الأمريكي و الإيراني هي اختراق تنظيم القاعدة الشرس و زعيمه في العراق الزرقاوي ، خصوصاً أن تسريباتٍ ٱنذاك تفيد بتوسع مكانة السوريين ضمن المجاهدين لبسالتهم في القتال و رجاحة رأيهم و خبرتهم العسكرية و اعتماد الزرقاوي عليهم بشكل لافت لتتبلور لديه فكرة توسيع التنظيم ليشمل العراق و سوريا فيما بعد كمطلب شبابي سوري بضرورة لم شمل الأمة و توسيع جبهة الجهاد ضد الأمريكان و الإيرانيين و عميلهم الأسد مما أشعر نظام الأسد بالخطر الكامن، فكان لابد من سرعة العمل.
و إنه لغبي من يظن أن مخابراتنا ضعيفة أو تقليدية العمل و الأسلوب ، فكبار ضباط الأمن السوري من النصيريين درسوا و خبروا مكامن الدين بشكل مذهل و يعرفون عن الإسلام و الجهاد و الصوفية و المعتزلة و السلفية بأحزابها ربما أكثر مما عرفه ابن باز و الألباني و عبد الله عزام رحمهم الله ، و معظهم حين يتقاعدون يصبحون مستشارين أمنيين كبار في دول عديدة عربية و غربية.
2- محمود قول ٱغاسي أبو القعقاع.
فجأة في حلب القديمة عام 2004 و في أحد زواريبها الضيقة يعتلي المنبر في جامع صغير عتيق شاب فارع الطول يدعو علانية للجهاد في العراق و ينتقد بشكل لاذع لا يصدق دولة الأسد و نظامها و أجهزتها المخابراتية!!
أبو القعقاع محمود قول أغاسي تولد عام1973 تركماني الأصل من أطراف حلب ، يحمل الدكتوراه برسالة عنونها ب فن الدعوة كما يقول . أسس لمريديه مجموعة شبابية باسم "غرباء الشام" و كان يحظى بحرية تنقل مريبة و مرافقة و سيارات و يجمع الأموال باسم الجهاد و يرسل شبابنا إلى العراق و بعضهم وقع على الحدود فريسة سهلة لمخابرات النظام أو إيران أو أمريكا.
في أواخر صيف 2004 يوم الجمعة ذهبت باكراً و بعض الإخوة أصدقائي من حماه و إدلب لنستكشف الخبر و دخلنا متاهات حلب القديمة الغالية بحثاً عن مسجد يخطب فيه أبو القعقاع وصلنا قبل الأذان و جلسنا في الداخل ، المشهد : جامع صغير متواضع جداً طلاء جدرانه قديم جداً و سجاده مهترء عمره عشرات السنين و الحضور غالبية ساحقة من طلاب جامعة حلب و من جميع المحافظات و بعض بسطاء الحي من الشباب الذي أقنعه أحدهم بأن السلفية تكمن في قصر الثوب، و أمام المسجد ساحة متوسطة افترشها المصلون ، أذن المؤذن و صعد الخطيب للمنبر بلحية طويلة و حلة أفغانية و بعيون لا أنساها و بدأت الخطبة رصينة مدوية تحضّ على الجهاد في العراق و تسخر من الحياة الدنيا و نحن نتابع بخوف شديد و فجأة لاحظت أن أعمدة المسجد مليئة بكاميرات المراقبة ثبتت تحت المراوح القليلة أصلاً فأخفضت وجهي خوفاً من الكاميرات و بدأت أفكر : يا سبحان الله الجامع يمتلك ثمن تركيب كاميرات مراقبة كانت غالية و نادرة في تلك الأيام و لا يمتلك ثمن سطلين دهان لطرش الجدران المهترئة أو ثمن سجاد جديد!!
فنبهت صديقي بجانبي للأمر (شوف الكاميرات ..هاد الجامع للمخابرات و هاد الواقف ع المنبر ....) وقلت له و للبقية إني سأخرج و فعلاً انسحبنا من صحن المسجد وسط استهجان المصلين( الروح غالية) و أكملنا الخطبة خارجه و انهى أبو القعقاع خطبته بدون الدعاء للسيد الرئيس طبعاً.
و من وقتها بدأت حالات اعتقال كثيفة لطلاب جامعة حلب من داخل غرف السكن الجامعي و جلهم من اختصاصات الهندسات و الطب بتهم الوهابية و السلفية و أظن أن بعضهم إذا بقي حياً موجود حالياً في سجون دمشق و خاصة صيدنايا.
حظي أبو القعقاع بمصداقية لدى قيادة التنظيم في العراق بسبب نشاطه و ضخامة الأموال التي يجلبها و أعداد الشباب الذين يجندهم من سورية و يُتهم الرجل بأنه كشف معسكرات الزرقاوي للنظام و بالتالي للأمريكان و الإيرانيين و بأنه ساهم -بعلم منه أو بدون علمه- مع المخابرات السورية و الإيرانية في استلام ضباط أمن سوريين و إيرانيين و كويتيين و غيرهم مناصب قيادية هامة لدى الزرقاوي ، لتنتهي القصة بمقتل الزرقاوي رحمه الله في 7حزيران 2006 و يتم وأد الفكرة الموسعة المخيفة لإيران و الأسد و الغرب ، تنظيم دولة الإسلام في العراق و الشام.
و يغيب أبو القعقاع عن المشهد بعد مقتله ليطل علينا في حي حلب الجديدة الراقي بجامع الإيمان و قد قصرت لحيته و تحدث ثوبه و ترقَّت هيأته الأفغانية الخشنة لتصير إلى هيأة شيخ عصري يرتدي البذات الأوربية أحياناً و يعقد اللقاءات الثقافية و تختفي خطب الجهاد ليتحول إلى زمرة الشيوخ دعاة جهاد النفس-الجهاد الأكبر و ترك جهاد المحتل و الدعوة لبشار الأسد على المنبر و يختفي مريدوه السلفيون محبو الجهاد الحقيقي.
★و الحديث يطول و الشكوك تصول و تجول حول شخصية أبي القعقاع فمن ملف العراق إلى اغتيال الحريري و محاولة النظام وضعه ككبش فداء للمحكمة كما فعل مع غازي كنعان عراب أبي القعقاع ، إلى إقحام النظام اسمه بتحقيقات فتح الإسلام و أحداث نهر البارد ، و هكذا إلى أن أخرج نوري المالكي عام 2007 على شاشات التلفزة -و بطريقة كيدية لا نعلم أسبابها -ملفات ووثائق تجرم نظام الأسد و تظهر علاقة أبي القعقاع بالقاعدة بالإضافة لأدلة على علاقته بالمخابرات السورية ( نظامنا بيلعب ع مية حبل).
و ربما في ٱخر أيامه حاول أن يستعيد مجده الشعبي فخطب في 26/1/2007 خطبة نارية يخاطب فيها بشار الأسد شخصياً أسماها "موساد تبتلع البلاد" يفضح فيها تجاوزات الأسد و أعوانه و مخابراته بحق الشعب .
و في 28/9/2007 بعد انتهاء صلاة الجمعة في جامع الإيمان تقدم شاب بمسدس بكاتم صوت و أطلق رصاصاً في رأس الرجل و صدره و هرب ثم ألقي القبض عليه و ذاب إلى الأبد في سجون الأسد و دارت الشائعات أنه من المغرر بهم الذين أوقع بهم أبو القعقاع و جاء لينتقم لرفاقه و قيل إن دوره انتهى و صفّته المخابرات.
للاستزادة انظروا في خطب الشيخ و في مقال للصحفي ابراهيم الجبين عنه رغم أني أعتبره مكان شبهة باعتباره استطاع وقتها التواصل مع أشخاص مشبوهين و في أماكن مشبوهة و لم يفصح عما يعرفه إلا بعد الثورة رغم أن المعلومات التي أوردها لم تكن لتضره في زمن ماقبل الثورة.
صورتان لأبي القعقاع قبل و بعد التحول و خطبه موجودة على اليوتيوب.