لا أريد أن أتحدث عن تشكيلة الحكومة الجديدة التي أطلقت شعار حكومة الشراكة الوطنية وكأننا في فصل عشائري وعلينا إرضاء كل الأطراف المتنازعة، ولكنني أريد أن أقول وأتساءل... متى سيبنى العراق؟؟
هل سيبنى بوزراء لا يعرفون أبجديات العمل الإداري فكيف بهم بالعمل الوزاري؟ ... هل سيبنى العراق باختيار الوزراء على أسس الترضية والاتفاقات السياسية؟ ... هل سيبنى العراق بوزراء قضوا معظم حياتهم خارجه؟ ... هل سيبنى العراق وذمم هؤلاء الوزراء ضبابية الدخل؟ ... وهل وهل وهل ؟؟؟؟
هنالك مقترح نود من السادة المسئولين أن ينظروا إليه بعين المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية أو الحزبية أو الطائفية أو المذهبية أو القومية أو من أي باب آخر غير خدمة العراق وشعبه وأرضه ... لماذا لاتخصخصون الوزراء أنفسهم وليس وزاراتهم؟
لو خصخصتم السادة الوزراء ستتخلصون من الطائفية؟ ولو خصخصتم السادة الوزراء ستتخلصون من الفساد المالي والإداري، ولو خصخصتم السادة الوزراء ستتخلصون من المسحوبية، ولو خصخصتم السادة الوزراء ستتمكنون من بناء عراقكم، ولو خصخصتكم السادة الوزراء ستتوفر فرض عمل حقيقة لجيوش العاطلين عن العمل، ولو خصخصتم السادة الوزراء لتخلصتم من أسلوب الترضية والمحاباة، ولو خصخصتم السادة الوزراء ستتقلص كابينة قطاركم الوزاري والذي سيصبح عدة كابينات لو بقيتم على حالكم هذا لسنوات قادمة، ولو خصخصتم السادة الوزراء ستوفرون للناس مليارات الدولارات كانت تذهب لحسابات هؤلاء الوزراء بدون رقيب من ضمير أو من رقيب.
أعلنوا مناصب وزارتنا كمناقصات للعالم اجمع واستقبلوا عروض الشركات العالمية الرصينة ونحن متأكدون بأنكم ستجدون من هم أكفاء لإدارة شؤون هذه الوزارة أو تلك وخاصة الخدمية منها، اشتروا خبرات هؤلاء بنفط العراق وتأكدوا بأنهم لن يكلفوكم عُشر ما يكلفه أي وزير من وزرائكم الحاليين في حكومتكم الكسيحة، فهو لا يحتاج للعمولات التي يتفق عليها تحت الطاولة، وهو لا يحتاج لإرضاء حزبه، وهو لا يحتاج لتخصيص الحمايات والسيارات المصفحة له ولكل أفراد أسرته حتى الخادم منهم، وهو لا يحتاج لشراء الفلل والقصور وامتلاك الأراضي والأرصدة السرية في البنوك، وهو لا يحتاج لأكثر من أجازة سنوية يذهب ليقضيها مع أفراد أسرته في احد المنتجعات الصيفية البسيطة، وهو لا يحتاج لان يكون له بدل السكرتير عشرة، وهو لا يحتاج لان يضع بينه وبين المواطن حواجز عدة، وهو لا يحتاج أن ينادى عليه مولاي، وهو لا يحتاج أن يرضي هذا أو ذاك، كل ما يحتاجه هو الإيفاء بما لديه بذمتكم وسترون بأنه سيعمل أفضل مما لو عمل في بلده مهما كانت جنسيته أو مذهبه أو طائفته أو قوميته، واجعلوا من جيش الوزراء الحالي مستشارين لديكم كما هو الحال لمستشاري رئيس الجمهورية الذين لا صلاحيات لهم ولاقرارت لهم إنما وجودهم كما رئيسهم هو وجود فخري رمزي لا يقدم ولا يؤخر.
ادرسوا مقترحنا هذا بجد إن كنتم تريدون فعلا أن تبنوا العراق.