في الشوارع والمناطق النائية تراهم يقدمون.. وفي الأعراس الجماعية التي تنظمها
جمعيات خيرية تطوعية تراهم ينظمون الصفوف ويساعدون كبار السن من خلال تأمين المقاعد لهم..
وفي مركزهم الخيري تشاهدهم ينظمون الدورات التدريبية للأسر
والعائلات في مجال التعامل مع الأبناء والتعامل مع المجتمع..
هم أعضاء "مجموعة القدس الكشفية" التي انطلقت في عام 1996، بقيادة الأستاذ الراحل
أحمد صادق زيدان ومعه مجموعة كشفية شبابية، لتحمل على عاتقها
خدمة المجتمع وتربية النشء والحفاظ عليه، وتنمية مهارات الشباب وتوجيه طاقاتهم،
وتنشئتهم التنشئة السليمة، وتنمية قدراتهم البدنية والعقلية
والاجتماعية، ليكونوا أفرادا نافعين لوطنهم ومجتمعهم.
أنشطة مجانية
عكفت المجموعة ومنذ التأسيس على تقديم برامج وأنشطة مجانية تركز
على إكساب الأفراد المعارف والقيم وإبراز مواهبهم، من خلال المخيمات
الكشفية التربوية، والرحلات الكشفية لتعريف الشباب بالمعالم الأثرية
التي يزخر بها الأردن، وعقد أيام طبية مجانية للمواطنين الذين يعانون
ظروفا مادية صعبة.
القائمون على الفريق أطلقوا مسمى "القدس" على كشافهم تيمنا بمدينة بيت المقدس؛
التي ترزح تحت نير الاحتلال الصهيوني، مؤكدين أن كلمة القدس تدل على قداسة
الشيء وطهره، في إشارة إلى أن الأعمال التي يقومون بها هي أعمال خيرية طوعية الهدف الأول والأساسي منها يتمثل في خدمة المجتمع وإكرام الغير بغية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
وبخلاف ذلك تشارك مجموعة القدس في أنشطة الخدمة العامة في الأردن، وعقد الدورات
التدريبية للأسر الأردنية حول أسس التعامل مع الأبناء وتوجيه مواهبهم،
بالإضافة إلى عقد الورش والدورات التربوية.
خدمات متنوعة
قائد المجموعة الشاب "خالد العالم" في حديثه لـ (عشرينات) يشير إلى أن مجموعته تعمل على تقديم الخدمات المتنوعة للآخرين، وزراعة الحدائق العامة والحفاظ عليها،
يضيف: "كما أننا نشارك البلدية في تقديم الخدمات،
وتنظيم الأيام الطبية المجانية، وتنظيم الأعراس الجماعية التي تنظمها جمعية العفاف الخيرية، ونسعى من خلال مجموعتنا إعداد المواطن الصالح، وغرس المواطنة الصالحة في نفوس الصغار الشباب بانخراطهم في المجتمع بطريقة صحيحة".
أما الطالب الجامعي طلال روحي، 24 سنة، فقد اشترك في كشاف
القدس حينما كان في الصف العاشر الإعدادي، ومن ذلك الوقت وهو عضو فاعل في المجموعة،
يقول: "كشاف القدس غير من شخصيتي وأنماط سلوكي وجعلني فاعلا ومؤثرا بين الناس،
لم أتوقع في حياتي أن أصل من الفهم والإدراك لما وصلت إليه، أنا اليوم أتعرف على الناس من خارج الأردن وأشارك في المخيمات الكشفية وأساعد الآخرين أنا ومجموعتي من خلال أعمالنا التطوعية".
عبد ا، 23 سنة، الطالب في جامعة الزرقاء الخاصة،
اشترك في مجموعة القدس منذ عام 1998لرحيم عابد، يقول: "
كان لدي مجموعة من المهارات وذلك انضممت لمجموعة القدس منذ نشأتها،
وها نحن اليوم نساعد أنفسنا ونساعد المجتمع الذي نعيش فيه، كما أننا نغير من
طبائع الآخرين من خلال تعريفهم بطرق التفكير الإيجابي، وجعلهم متأثرين ومؤثرين إيجابيا".
صلاح، 26 سنة، يقول: "في الحقيقة دخلت للفريق الشبابي كي أغير جو وأستكشف عالما جديدا، لكنني شعرت بعد فترة من الزمن بعظم الخدمات الجليلة التي يتم تقديمها للفقراء والأرامل والمسنين، العمل الذي نقوم به هو عمل ممنهج ومشرف،
وأنا سعيد بالانضمام لمثل هذه المجموعات الكشفية".
أما يزيد 22 سنة، فيرى أن مثل هذه الفرق من شأنها أن تعمل على غرس القيم الأصيلة في نفوس الشباب، موجها النداء لأقرانه في أن يلتحقوا بالمجموعات المذكورة ليصقلوا شخصياتهم، ويحافظوا على هويتهم العربية والإسلامية في ظل موجات التغريب التي تعاني منها المجتمعات.
بينما يصف الشاب حسن، 21 سنة، مجموعة القدس وغيرها من المجموعات الكشفية ذات الهدف والمضمون الواحد، بـ"محاضن التربية والتعليم التي تعمل على خلق الإبداع وشحن الهمم لأعمال الخير المجانية".
خليل