مالك محمد مصباح من بيروت
2010-04-05
2010-04-05
محمد مصباح -- الإعلامية اللبنانية مي شدياق. |
في مقابلة حصرية مع "الشرفة"، دافعت الإعلامية اللبنانية مي شدياق
عن كلمة مثيرة للجدل ألقتها بمناسبة ذكرى 16 سنة على حل القوات اللبنانية
يوم 27 مارس/آذار.
وتقول بعض التقارير إن هذه الكلمة، التي انتقدت فيها شدياق
تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد، أدت إلى أن يسحب الرئيس اللبناني ميشال
سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ممثليهما من الاحتفال.
وكان الأسد قد صرح لقناة "المنار" التابعة لحزب الله في 24
مارس/آذار أن بلاده لا تريد التدخل في التفاصيل اللبنانية، لكنه اعتبر أن
قوى 14 آذار لم تحقق شيئاً خلال خمس سنوات.
وقد ردت شدياق على الأسد في كلمتها قائلة "بالأمس استمعنا إلى
حديث من قال إنه لا يريد الدخول في التفاصيل اللبنانية فشكرناه، ولكنه ما
لبث أن أسهب في تسديد حسابات صغيرة فلمناه. خلاصة القول إن سوريا لم تغادر
سياستها القديمة في التعالي والاستكبار."
وأضافت في كلمتها "يقول إننّا لم نحقّق شيئاً من سياساتنا في
السنوات الخمس الماضية، ونحن نقول: 35 ألف جندي على دمائنا خرجوا، وإلى
لبنان لن يعودوا." وكانت شدياق قد تعرضت لمحاولة اغتيال في شهر سبتمبر/أيلول 2005 في
سلسلة الانفجارات التي شهدها لبنان ضدّ شخصيات سياسية وإعلامية بعد اغتيال
الرئيس الحريري، ووَجهت الاتهامات إلى النظام السوري بتنفيذها.
أجرت "الشرفة" حواراً مع مي شدياق تحدثت فيه عن كلمتها.
الشرفة: هل كنت تتوقعين أن يسحب رئيسا الجمهورية ميشال سليمان
ومجلس النواب نبيه بري ممثليهما من احتفال "القوات اللبنانية" بسبب كلمتك؟
شدياق: لم أكن أتوقع ذلك. بالنتيجة مؤسف جداً أننا في بلاد
الديموقراطية وحرية الكلمة، لم يعودوا قادرين على تحمل خطاب. صحيح أنني
علقت على كلام الرئيس الأسد لكنني فعلت ذلك بكل احترام. هي كلمة حق قلتها
وبكل احترام. لكن من طريقة رد الفعل، فهمت أن السبب ليس كلمتي بل كلمة
زميلي الإعلامي ميشال حجي جورجيو الذي تحدث قبلي وسمى بعض الأمور.
لكن سواء أكان السبب كلمتي أو كلمة زميلي مشيال، فإنني أرى أن
المسؤول الذي لا يستطيع أن يتحمل حرية الرأي لديه مشكلة. ما يميزنا أننا
بلاد ديموقراطية وحرية وهذه الأمور دفعنا ثمنها غالياً ولا نريد أن
يقمعونا، أن يرموا السهام علينا وممنوع أن نرد. يهينون المحكمة ولا يمكن أن
نقول لهم لا. هناك مسائل علّقت عليها بالكلمة التي ألقيتها وأعتبرها كلمة
حق، لكن التصرف الذي أعقب الاحتفال هو الذي يراد به باطل.
الشرفة: ألا تعتبرين أنك تغرّدين خارج السرب، فمثلاً الذي كانوا
يتهمون سوريا سياسياً تصالحوا معها كجنبلاط على سبيل المثال؟
شدياق: جنبلاط لم يتعرض إلى انفجار، وهو الآن قرر أن ينسى. قبل
ذلك، قال جنبلاط إنه صمت على الذين قتلوا والده منذ 20 سنة وأن هذا الأمر
انتهى، لكنه تراجع لاعتبارات تتعلق بخصوصية منطقته، وقرر أن ينسى ويسامح.
أنا لا أوافقه على طريقة تصرفه، فالسياسة هي فن الممكن لكن دون
التخلي عن المبادئ ودون التخلي عن سيادة لبنان. لبنان استفاد من تقاطع
المحكمة الدولية ليخرج الجنود (السوريون) عن أرضه واستطاع أن يستقل ويجب
الحفاظ على ذلك.
يبدو أن لدى الناس قناعات أخرى و"حسب السوق تسوق". أنا لست مع
الحرب ولا إثارة المشاكل مع الدول المحيطة بنا سواء التي تعتبر شقيقة أو
التي تعتبر عدوة، فبالنسبة إلينا يفترض بكل طرف أن يحترم الآخر، وانطلاقاً
من هنا ليس لدينا مشكل. قال (الرئيس الأسد) لن يتدخل في التفاصيل اللبنانية
فشكرناه، لكن تبين أنه يتعاطى معنا باستهزاء وكبرياء.
الشرفة: لكن الرئيس الحريري ذهب إلى سوريا.
شدياق: من قال لك إن الرئيس الحريري تنازل عن مبادئه؟ هو ذهب إلى
سوريا بصفته رئيس حكومة كل لبنان ولاحظنا أنه أصرّ على عدم الذهاب إلا بهذه
الصفة، رئيس حكومة كل لبنان. ونحن وكل الفرقاء اللبنانيين أعطينا وكالة
للرئيس الحريري بأن يقيم حواراً مع سوريا ضمن الاحترام المتبادل.
الشرفة: ما رأيك في الكلام الذي يتحدث عن التحقيقات الدولية التي
تشمل قضيتك أيضاً؟
شدياق: أنا أخذت "جائزة بطلة الحرية في العالم" وهذا يدل على أن
من يدافع عن قضيته ويعتبرها قضية حق، أياً تكن نتائج التحقيق الدولي، يكون
له حقه. ومن هذا المنطلق، أنا وصلني حقي. لا أريد الانتقام من أحد ولكن لا
أسمح أن يقال بعد كل العذاب والتضحيات أن لا شيء تحقق.
لن أقبل العودة إلى الماضي وإلى شوائب هو (الرئيس الأسد) كان
اعترف بها حين قال إن ثمة أخطاء شابت العلاقة مع لبنان. فليصحح الأخطاء.
كفى يصدرون أحكاماً على التحقيق الدولي. من كشف لهم ماذا في داخله ليتصرفوا
ويتحدثوا عن التحقيقات والأحكام من منطلق العارف؟ اليوم سمعنا كلاماً لرئيس المحكمة الدولية أنطونيو كاسيزي وقبله
لرئيس لجنة التحقيق الدولية المدعي العام دانيال بالمار ولم يكشفا شيئاً عن
مضمون التحقيقات. لهذا نقول الرجاء عدم استباق التحقيق وترك العدالة الدولية تأخذ
مجراها. هم يقولون إنهم يخافون من تسييس المحكمة، لكن نحن غدونا نخاف من
تسييسها أكثر منهم. من هو بريء ومرتاح إلى وضعه، لا يخاف إلى هذا الحد، ولا
أعتقد أن المجتمع الدولي يركب تهمة لمن هو بريء. لذا نقول ليرتاح من هو
بريء
خالد.
عن كلمة مثيرة للجدل ألقتها بمناسبة ذكرى 16 سنة على حل القوات اللبنانية
يوم 27 مارس/آذار.
وتقول بعض التقارير إن هذه الكلمة، التي انتقدت فيها شدياق
تصريحات للرئيس السوري بشار الأسد، أدت إلى أن يسحب الرئيس اللبناني ميشال
سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ممثليهما من الاحتفال.
وكان الأسد قد صرح لقناة "المنار" التابعة لحزب الله في 24
مارس/آذار أن بلاده لا تريد التدخل في التفاصيل اللبنانية، لكنه اعتبر أن
قوى 14 آذار لم تحقق شيئاً خلال خمس سنوات.
وقد ردت شدياق على الأسد في كلمتها قائلة "بالأمس استمعنا إلى
حديث من قال إنه لا يريد الدخول في التفاصيل اللبنانية فشكرناه، ولكنه ما
لبث أن أسهب في تسديد حسابات صغيرة فلمناه. خلاصة القول إن سوريا لم تغادر
سياستها القديمة في التعالي والاستكبار."
وأضافت في كلمتها "يقول إننّا لم نحقّق شيئاً من سياساتنا في
السنوات الخمس الماضية، ونحن نقول: 35 ألف جندي على دمائنا خرجوا، وإلى
لبنان لن يعودوا." وكانت شدياق قد تعرضت لمحاولة اغتيال في شهر سبتمبر/أيلول 2005 في
سلسلة الانفجارات التي شهدها لبنان ضدّ شخصيات سياسية وإعلامية بعد اغتيال
الرئيس الحريري، ووَجهت الاتهامات إلى النظام السوري بتنفيذها.
أجرت "الشرفة" حواراً مع مي شدياق تحدثت فيه عن كلمتها.
الشرفة: هل كنت تتوقعين أن يسحب رئيسا الجمهورية ميشال سليمان
ومجلس النواب نبيه بري ممثليهما من احتفال "القوات اللبنانية" بسبب كلمتك؟
شدياق: لم أكن أتوقع ذلك. بالنتيجة مؤسف جداً أننا في بلاد
الديموقراطية وحرية الكلمة، لم يعودوا قادرين على تحمل خطاب. صحيح أنني
علقت على كلام الرئيس الأسد لكنني فعلت ذلك بكل احترام. هي كلمة حق قلتها
وبكل احترام. لكن من طريقة رد الفعل، فهمت أن السبب ليس كلمتي بل كلمة
زميلي الإعلامي ميشال حجي جورجيو الذي تحدث قبلي وسمى بعض الأمور.
لكن سواء أكان السبب كلمتي أو كلمة زميلي مشيال، فإنني أرى أن
المسؤول الذي لا يستطيع أن يتحمل حرية الرأي لديه مشكلة. ما يميزنا أننا
بلاد ديموقراطية وحرية وهذه الأمور دفعنا ثمنها غالياً ولا نريد أن
يقمعونا، أن يرموا السهام علينا وممنوع أن نرد. يهينون المحكمة ولا يمكن أن
نقول لهم لا. هناك مسائل علّقت عليها بالكلمة التي ألقيتها وأعتبرها كلمة
حق، لكن التصرف الذي أعقب الاحتفال هو الذي يراد به باطل.
الشرفة: ألا تعتبرين أنك تغرّدين خارج السرب، فمثلاً الذي كانوا
يتهمون سوريا سياسياً تصالحوا معها كجنبلاط على سبيل المثال؟
شدياق: جنبلاط لم يتعرض إلى انفجار، وهو الآن قرر أن ينسى. قبل
ذلك، قال جنبلاط إنه صمت على الذين قتلوا والده منذ 20 سنة وأن هذا الأمر
انتهى، لكنه تراجع لاعتبارات تتعلق بخصوصية منطقته، وقرر أن ينسى ويسامح.
أنا لا أوافقه على طريقة تصرفه، فالسياسة هي فن الممكن لكن دون
التخلي عن المبادئ ودون التخلي عن سيادة لبنان. لبنان استفاد من تقاطع
المحكمة الدولية ليخرج الجنود (السوريون) عن أرضه واستطاع أن يستقل ويجب
الحفاظ على ذلك.
يبدو أن لدى الناس قناعات أخرى و"حسب السوق تسوق". أنا لست مع
الحرب ولا إثارة المشاكل مع الدول المحيطة بنا سواء التي تعتبر شقيقة أو
التي تعتبر عدوة، فبالنسبة إلينا يفترض بكل طرف أن يحترم الآخر، وانطلاقاً
من هنا ليس لدينا مشكل. قال (الرئيس الأسد) لن يتدخل في التفاصيل اللبنانية
فشكرناه، لكن تبين أنه يتعاطى معنا باستهزاء وكبرياء.
الشرفة: لكن الرئيس الحريري ذهب إلى سوريا.
شدياق: من قال لك إن الرئيس الحريري تنازل عن مبادئه؟ هو ذهب إلى
سوريا بصفته رئيس حكومة كل لبنان ولاحظنا أنه أصرّ على عدم الذهاب إلا بهذه
الصفة، رئيس حكومة كل لبنان. ونحن وكل الفرقاء اللبنانيين أعطينا وكالة
للرئيس الحريري بأن يقيم حواراً مع سوريا ضمن الاحترام المتبادل.
الشرفة: ما رأيك في الكلام الذي يتحدث عن التحقيقات الدولية التي
تشمل قضيتك أيضاً؟
شدياق: أنا أخذت "جائزة بطلة الحرية في العالم" وهذا يدل على أن
من يدافع عن قضيته ويعتبرها قضية حق، أياً تكن نتائج التحقيق الدولي، يكون
له حقه. ومن هذا المنطلق، أنا وصلني حقي. لا أريد الانتقام من أحد ولكن لا
أسمح أن يقال بعد كل العذاب والتضحيات أن لا شيء تحقق.
لن أقبل العودة إلى الماضي وإلى شوائب هو (الرئيس الأسد) كان
اعترف بها حين قال إن ثمة أخطاء شابت العلاقة مع لبنان. فليصحح الأخطاء.
كفى يصدرون أحكاماً على التحقيق الدولي. من كشف لهم ماذا في داخله ليتصرفوا
ويتحدثوا عن التحقيقات والأحكام من منطلق العارف؟ اليوم سمعنا كلاماً لرئيس المحكمة الدولية أنطونيو كاسيزي وقبله
لرئيس لجنة التحقيق الدولية المدعي العام دانيال بالمار ولم يكشفا شيئاً عن
مضمون التحقيقات. لهذا نقول الرجاء عدم استباق التحقيق وترك العدالة الدولية تأخذ
مجراها. هم يقولون إنهم يخافون من تسييس المحكمة، لكن نحن غدونا نخاف من
تسييسها أكثر منهم. من هو بريء ومرتاح إلى وضعه، لا يخاف إلى هذا الحد، ولا
أعتقد أن المجتمع الدولي يركب تهمة لمن هو بريء. لذا نقول ليرتاح من هو
بريء
خالد.