الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
دخول
من طرف م-مفتي السبت يونيو 19, 2010 10:14 amبسم الله الرحمن الرحيم
تشير الدلائل الأثرية إلى أن أقدم تاريخ لسكن الانسان على الساحل السوري , يعود الى حوالي مليون سنة مضت . ويستمر سكن الإنسان عصرا بعد عصر , وقد عرف الزراعة والكتابة والتدجين وصناعة الفخار والأرجوان وغير ذلك ..هذه الإنجازات الحضارية التي حصلت في أوغاريت خلال العصر الحجري الحديث الذي يمتد من (8000-5000) سنة قبل الميلاد .وكان مصادفة اكتشاف أوغاريت عام 1928 عندما اصطدمت سكة محراث فلاح من أهالي قرية رأس الشمرة بحجارة منحوتة ضخمة تبين أنها سقف لمدفن أثري عائلي , وصل خبر هذا الاكتشاف الهام الى السلطات في اللاذقية , وتشكلت على أثر هذا الاكتشاف بعثة أثرية للعمل في الموقع برئاسة عالم الآثار الفرنسي كلود شيفر ,وقد أظهرت نتائج التنقيب الأثري في الموقع واحدة من أشهر الممالك السورية في تاريخ الشرق القديم .
تقع مدينة أوغاريت الأثرية في تل رأس الشمرة على بعد /11/ كم شمال مدينة اللاذقية وكانت عاصمة لمملكة سورية قديمة خلال الألف الثاني قبل الميلاد . تمتد فوق هضبة أثرية ارتفاعها عشرون مترا عن سطح البحر ومساحتها حوالي ثلاثين هكتارا .
يحمل الموقع حاليا اسم ( رأس الشمرة ) وسبب التسمية هو كثرة انتشار نبات الشمرة فوق الهضبة التي تضم في باطنها آثار الموقع القديم (أوغاريت ) أما هذا الاسم القديم فيعود في الغالب الى حوالي أربعة آلاف عام مضت , ويعتقد ان اسمها اشتق من كلمة ( أوغارو ) التي تعني الحقل في اللغة الأكاديه البابلية . في زيارتي الأخيرة منذ أيام الى مدينة أوغاريت الأثرية - وأنا المسكون بحبها منذ ولادتي في أحد بساتينها كنت التقيت مع مدير الموقع الأستاذ غسان القيم وكان الحوار التالي :
ـ بداية ما أول مايطالع الزائر والسائح الى موقع أوغاريت الأثري ؟
..نعم .. بعد ان يدخل الزائر بشكل نظامي من الساحة الغربية المجاورة للموقع خارج السور المعدني, عبر الباب الرئيسي , المتوضعة عليه لوحة كتب عليها باللغتين العربية والإنكليزية , تشير الى اسم الموقع الأثري وتابعيته , يشاهد الزائر على يمينه مباشرة , ما يلفت انتباهه .بدهشة , عظمة ودقة بناء تلك البوابة الكبيرة التي تتوسط التحصينات من الجهة الغربية للموقع , ثم يصعد بضعة أمتار درجا حجريا بُنيَ منذ بضع سنوات لتسهيل الحركة والوصول الى مكتب الاستقبال والإدارة الموجودين في الموقع على التل الأثري .
ـ حدثنا عن محتويات مكتبك وعن لوحة المخطط العام للموقع الموجودة الى جواره ؟
لقد زود المكتب في الموقع بمخططات وبروشورات وكتب وكروت بوستال ومصورات مأخوذة عن الموقع الأثري , وأهم المكتشفات فيه , اضافة الى نماذج من الجبصين لأبجدية أوغاريت والرأس العاجي لإحدى أميرات المدينة , وايضا نموذج للإله بعل ومجسم من الجبصين لمدونة موسيقى اوغاريت مع CD خاص بهذه الموسيقى , وهناك ايضا ميداليات برونزية واخرى غير برونزية ,تحمل صورا لأهم المواقع الأثرية الاخرى ,يمكن للزائر شراؤها كذكرى لزيارته موقع أوغاريت , وريع هذه المبيعات يعود لدعم الصندوق الصحي في المديرية العامة للآثار والمتاحف .
اللوحة جوار المكتب , تمثل مخططاً عاماً للمدينة الأثرية على شكل منضدة بواجهة زجاجية , يستطيع الزائر ان يرى عليها بوضوح الأقسام الرئيسية للمدينة كافة , قبل بدء انطلاقته بجولته الأثرية ضمن المدينة ,تبين ما اكتشف من الموقع الأثري وذلك من خلال الرسم وتوصيف وتسميات كل قسم من أقسام المدينة اضافة للإشارة الى الأماكن التي لم يتم الكشف عنها .
ـ ما طبيعة عملكم في الموقع ؟
نحن هنا نشرف على ادارة الموقع , ونقدم التسهيلات للزائرين والسياح من معلومات بخصوص الموقع وبروشورات وشروحات خاصة بتاريخ الموقع وحضارته وموجوداته .
ـ ماذا طرأ على الموقع من خدمات مؤخراً ؟
وضعنا لوحات وشارات دلالة ومعلومات وتوفير خدمات متنوعة يحتاجها الموقع خدمة للزائر ومخططاً للسير والحركة في المدينة الأثرية , وعلى هذه اللوحات شروحات كتبت بثلاث لغات متوضعة ضمن واجهات زجاجية في المدينة الأثرية , مع وجود أسهم دلالة تشير الى خط مسير الزائر وهو في الموقع ..وعلى هذه اللوحات رسوم وتصميمات المكتشفات الأثرية التي تمت في مواسم تنقيب سابقة , اضافة الى اعادة تصور للمكان الأثري الموضوعة فيه .. هذه الأعمال والتحسينات تمت بدعم وإشراف المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع متحف اللوفر في باريس . وهناك خطة سنوية بشكل دوري , لدعم وتحسين وتخديم الموقع , بما يتلاءم مع المتطلبات العصرية و مقومات السياحة الثقافية. اضافة الى تنفيذ أعمال حماية ,وقد تم وضع تصوينة معدنية سياج لحماية الموقع من التعديات وعدم الدخول اليه الا من البوابة الوحيدة للموقع . طول التصوينة حوالي 1600 م .
ـ ما عدد الزوار الأجانب الى الموقع خلال الأشهر الخمسة المنصرمة من عام 2010 ؟
بلغ عددهم (13500) زائر وبهم بلغت ايرادات دخول زيارة الموقع 1,927350 ل.س بزيادة ملحوظة عن عام 2009 وبنفس الفترة بحدود 417750 ل.س علما بأن عدد زوار موقع أغاريت عن شهر أيار فقط لعام 2010 بلغ 3921 زائرا أجنبيا ,وبهم بلغت دخول زيارتهم الى الموقع (588150) ل.س بزيادة ملحوظة عن عام 2009 من شهر أيار والذي بلغ عدد زواره 2622 زائرا أجنبيا بايرادات وصلت الى 393300 ل.س .
ـ بماذا تختتم هذا اللقاء ؟
مايمكن ان اسجله في ختام هذا اللقاء هو ظاهرة الأمن والأمان ولحمدلله وحسن الاستقبال , حفظ مفقودات السائح هذا اذا ماحصل ذلك وتم العثور عليه ضمن حرم الموقع الأثري , ليصار الى معرفة أصحابها وتسليمها اليهم أصولا , وقد حصل مثل هذا الوضع أكثر من مرة فقدان مثلا محفظة شخصية أو كاميرا تصوير أو دفتر معلومات .. هذه المفقودات كانت تحفظ في ادارة الموقع ومن ثم يتم الاتصال بالمكتب السياحي أو الجهة صاحبة العلاقة بمفقوداتها ,ليتم تسليمها .وقد ترك مثل هذه الإجراء انطباعا طيبا لدى السائحين زوار الموقع , وكل ذلك مدون لدينا في سجلاتنا الخاصة , وأريد ان اختم لقائي بتوجيه الشكر الى المديرية العامة للآثار والمتاحف والى رئيس دائرة الاثار في اللاذقية الاستاذ جمال حيدر والى صحيفة الوحدة لاهتمامها ومتابعتها الإعلامية لتطورات مايجري .. والى كادر العاملين في الموقع مفيد روجيه , أحلام فضة , سحرمناع , عبير بوريش ,محمد سلمى, احمد ملا , عيدو ملا ,محمد أبو بالا , قيصر الضرف وشكر ايضا الى السيد ابراهيم الضرف الذي خدم في هذا الموقع بكل إخلاص لسنوات طوال .
مع بعض زوار الموقع :
التقيت مع افراد من احدى المجموعات السياحية الزائرة بمساعدة الدليل السياحي المرافق السيد احمد ياسين , حيث سجلوا انطباعاتهم عن سورية بشكل عام وأوغاريت بشكل خاص وهم رود تروتر وبروس مكدونو من استراليا ,وجون سايمس من كندا وماريام ميندينو من نيوزيلاندا وجيزالا بيرجيمان من ألمانيا , جميعهم ابدوا اعجابهم بجمال سورية وطيبة أهلها وما لمسوه من شعور بالطمأنينة والأمان والهدوء والراحة وذلك من خلال تنقلهم في شوارع دمشق وحلب .هذا بالقياس لما كانوا قد شاهدوه في بلدان عربية اخرى كما ذكروا . وأكدو على أهمية أوغاريت كونها قدمت للبشرية الأبجدية الاولى الا انهم اشاروا الى ضرورة حضور الإعلام الخارجي والدعاية خارجيا لتقديم الصورة الحقيقية والصادقة عن سورية وشعبها لاستقطاب افواج السياح ومسح الصورة المشوهة ودحض ما يقال كذبا عنها هذا من جهة , من جهة اخرى ماأجمعوا على سلبية وجوده بشكل عام هو تناثر الأكياس البلاستيكية هناوهناك وكثرة النفايات والكؤوس البلاستيكية في الطرقات وتبقى أوغاريت ذاكرة التاريخ ومخزن فكر واشعاعاً حضارياً , تحكي أوابدها قصة اول الأبجديات المعروفة في العالم , التي أسهمت في انتشار الفكر الانساني وهذه الأبجدية محفورة على رقيم طيني صغير لايتجاوز اصبع اليد طوله5,5 سم وعرضه 1,3 سم نقشت عليه الأبجدية الأوغاريتية التي تتألف من ثلاثين حرفا كتبت بشكل مسماري من اليسار الى اليمين , وهذا الرقيم موجود حاليا في متحف دمشق الوطني بالخزانة الرابعة في قاعة الشرق القديم . هذه الأبجدية من أهم الثورات المعرفية التي شهدتها البشرية خلال تاريخها الطويل وأجمل الهدايا التي قدمتها سوريةللبشرية اضافة الى ذلك فإن الاكتشاف الهام الآخر بعد الأبجدية كان الرقيم الذي يحتوي على أقدم مقطوعة موسيقية يرجع تاريخها الى القرن /14/ ق.م اي قبل الف سنة من ظهور علم الموسيقا في الغرب .إن الانسان الأوغاريتي سباق في مضمار الثورة الزراعية وقطع شوطا حضاريا كبيرا في بناء شبكات الصرف الصحي وحفر الآبار واشتهار أوغاريت بالتجارة والعلوم وركوب البحار ...
هذا الغنى الحضاري والإنجازات الرائعة التي حصلت في أوغاريت جعلت منها قبلة السياح يقصدونها من شتى أصقاع العالم , ونقطة جذب هامة لقيام أعمال تنقيب أثري وبحث علمي لايزال مستمرا , وقد نشرت عنها آلاف الدراسات والأبحاث بمختلف لغات العالم حتى أصبحت أوغاريت بفضل انجازاتها الحضارية نقطة تحول هامة في تاريخ الإنسانية التي تدين لمجتمع أوغاريت باختراع الأبجدية , هذا العطاء العظيم الذي استطاع بفضله الإنسان معرفة الكتابة ونشر المعرفة بين الشعوب .
م-مفتي
تشير الدلائل الأثرية إلى أن أقدم تاريخ لسكن الانسان على الساحل السوري , يعود الى حوالي مليون سنة مضت . ويستمر سكن الإنسان عصرا بعد عصر , وقد عرف الزراعة والكتابة والتدجين وصناعة الفخار والأرجوان وغير ذلك ..هذه الإنجازات الحضارية التي حصلت في أوغاريت خلال العصر الحجري الحديث الذي يمتد من (8000-5000) سنة قبل الميلاد .وكان مصادفة اكتشاف أوغاريت عام 1928 عندما اصطدمت سكة محراث فلاح من أهالي قرية رأس الشمرة بحجارة منحوتة ضخمة تبين أنها سقف لمدفن أثري عائلي , وصل خبر هذا الاكتشاف الهام الى السلطات في اللاذقية , وتشكلت على أثر هذا الاكتشاف بعثة أثرية للعمل في الموقع برئاسة عالم الآثار الفرنسي كلود شيفر ,وقد أظهرت نتائج التنقيب الأثري في الموقع واحدة من أشهر الممالك السورية في تاريخ الشرق القديم .
تقع مدينة أوغاريت الأثرية في تل رأس الشمرة على بعد /11/ كم شمال مدينة اللاذقية وكانت عاصمة لمملكة سورية قديمة خلال الألف الثاني قبل الميلاد . تمتد فوق هضبة أثرية ارتفاعها عشرون مترا عن سطح البحر ومساحتها حوالي ثلاثين هكتارا .
يحمل الموقع حاليا اسم ( رأس الشمرة ) وسبب التسمية هو كثرة انتشار نبات الشمرة فوق الهضبة التي تضم في باطنها آثار الموقع القديم (أوغاريت ) أما هذا الاسم القديم فيعود في الغالب الى حوالي أربعة آلاف عام مضت , ويعتقد ان اسمها اشتق من كلمة ( أوغارو ) التي تعني الحقل في اللغة الأكاديه البابلية . في زيارتي الأخيرة منذ أيام الى مدينة أوغاريت الأثرية - وأنا المسكون بحبها منذ ولادتي في أحد بساتينها كنت التقيت مع مدير الموقع الأستاذ غسان القيم وكان الحوار التالي :
ـ بداية ما أول مايطالع الزائر والسائح الى موقع أوغاريت الأثري ؟
..نعم .. بعد ان يدخل الزائر بشكل نظامي من الساحة الغربية المجاورة للموقع خارج السور المعدني, عبر الباب الرئيسي , المتوضعة عليه لوحة كتب عليها باللغتين العربية والإنكليزية , تشير الى اسم الموقع الأثري وتابعيته , يشاهد الزائر على يمينه مباشرة , ما يلفت انتباهه .بدهشة , عظمة ودقة بناء تلك البوابة الكبيرة التي تتوسط التحصينات من الجهة الغربية للموقع , ثم يصعد بضعة أمتار درجا حجريا بُنيَ منذ بضع سنوات لتسهيل الحركة والوصول الى مكتب الاستقبال والإدارة الموجودين في الموقع على التل الأثري .
ـ حدثنا عن محتويات مكتبك وعن لوحة المخطط العام للموقع الموجودة الى جواره ؟
لقد زود المكتب في الموقع بمخططات وبروشورات وكتب وكروت بوستال ومصورات مأخوذة عن الموقع الأثري , وأهم المكتشفات فيه , اضافة الى نماذج من الجبصين لأبجدية أوغاريت والرأس العاجي لإحدى أميرات المدينة , وايضا نموذج للإله بعل ومجسم من الجبصين لمدونة موسيقى اوغاريت مع CD خاص بهذه الموسيقى , وهناك ايضا ميداليات برونزية واخرى غير برونزية ,تحمل صورا لأهم المواقع الأثرية الاخرى ,يمكن للزائر شراؤها كذكرى لزيارته موقع أوغاريت , وريع هذه المبيعات يعود لدعم الصندوق الصحي في المديرية العامة للآثار والمتاحف .
اللوحة جوار المكتب , تمثل مخططاً عاماً للمدينة الأثرية على شكل منضدة بواجهة زجاجية , يستطيع الزائر ان يرى عليها بوضوح الأقسام الرئيسية للمدينة كافة , قبل بدء انطلاقته بجولته الأثرية ضمن المدينة ,تبين ما اكتشف من الموقع الأثري وذلك من خلال الرسم وتوصيف وتسميات كل قسم من أقسام المدينة اضافة للإشارة الى الأماكن التي لم يتم الكشف عنها .
ـ ما طبيعة عملكم في الموقع ؟
نحن هنا نشرف على ادارة الموقع , ونقدم التسهيلات للزائرين والسياح من معلومات بخصوص الموقع وبروشورات وشروحات خاصة بتاريخ الموقع وحضارته وموجوداته .
ـ ماذا طرأ على الموقع من خدمات مؤخراً ؟
وضعنا لوحات وشارات دلالة ومعلومات وتوفير خدمات متنوعة يحتاجها الموقع خدمة للزائر ومخططاً للسير والحركة في المدينة الأثرية , وعلى هذه اللوحات شروحات كتبت بثلاث لغات متوضعة ضمن واجهات زجاجية في المدينة الأثرية , مع وجود أسهم دلالة تشير الى خط مسير الزائر وهو في الموقع ..وعلى هذه اللوحات رسوم وتصميمات المكتشفات الأثرية التي تمت في مواسم تنقيب سابقة , اضافة الى اعادة تصور للمكان الأثري الموضوعة فيه .. هذه الأعمال والتحسينات تمت بدعم وإشراف المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع متحف اللوفر في باريس . وهناك خطة سنوية بشكل دوري , لدعم وتحسين وتخديم الموقع , بما يتلاءم مع المتطلبات العصرية و مقومات السياحة الثقافية. اضافة الى تنفيذ أعمال حماية ,وقد تم وضع تصوينة معدنية سياج لحماية الموقع من التعديات وعدم الدخول اليه الا من البوابة الوحيدة للموقع . طول التصوينة حوالي 1600 م .
ـ ما عدد الزوار الأجانب الى الموقع خلال الأشهر الخمسة المنصرمة من عام 2010 ؟
بلغ عددهم (13500) زائر وبهم بلغت ايرادات دخول زيارة الموقع 1,927350 ل.س بزيادة ملحوظة عن عام 2009 وبنفس الفترة بحدود 417750 ل.س علما بأن عدد زوار موقع أغاريت عن شهر أيار فقط لعام 2010 بلغ 3921 زائرا أجنبيا ,وبهم بلغت دخول زيارتهم الى الموقع (588150) ل.س بزيادة ملحوظة عن عام 2009 من شهر أيار والذي بلغ عدد زواره 2622 زائرا أجنبيا بايرادات وصلت الى 393300 ل.س .
ـ بماذا تختتم هذا اللقاء ؟
مايمكن ان اسجله في ختام هذا اللقاء هو ظاهرة الأمن والأمان ولحمدلله وحسن الاستقبال , حفظ مفقودات السائح هذا اذا ماحصل ذلك وتم العثور عليه ضمن حرم الموقع الأثري , ليصار الى معرفة أصحابها وتسليمها اليهم أصولا , وقد حصل مثل هذا الوضع أكثر من مرة فقدان مثلا محفظة شخصية أو كاميرا تصوير أو دفتر معلومات .. هذه المفقودات كانت تحفظ في ادارة الموقع ومن ثم يتم الاتصال بالمكتب السياحي أو الجهة صاحبة العلاقة بمفقوداتها ,ليتم تسليمها .وقد ترك مثل هذه الإجراء انطباعا طيبا لدى السائحين زوار الموقع , وكل ذلك مدون لدينا في سجلاتنا الخاصة , وأريد ان اختم لقائي بتوجيه الشكر الى المديرية العامة للآثار والمتاحف والى رئيس دائرة الاثار في اللاذقية الاستاذ جمال حيدر والى صحيفة الوحدة لاهتمامها ومتابعتها الإعلامية لتطورات مايجري .. والى كادر العاملين في الموقع مفيد روجيه , أحلام فضة , سحرمناع , عبير بوريش ,محمد سلمى, احمد ملا , عيدو ملا ,محمد أبو بالا , قيصر الضرف وشكر ايضا الى السيد ابراهيم الضرف الذي خدم في هذا الموقع بكل إخلاص لسنوات طوال .
مع بعض زوار الموقع :
التقيت مع افراد من احدى المجموعات السياحية الزائرة بمساعدة الدليل السياحي المرافق السيد احمد ياسين , حيث سجلوا انطباعاتهم عن سورية بشكل عام وأوغاريت بشكل خاص وهم رود تروتر وبروس مكدونو من استراليا ,وجون سايمس من كندا وماريام ميندينو من نيوزيلاندا وجيزالا بيرجيمان من ألمانيا , جميعهم ابدوا اعجابهم بجمال سورية وطيبة أهلها وما لمسوه من شعور بالطمأنينة والأمان والهدوء والراحة وذلك من خلال تنقلهم في شوارع دمشق وحلب .هذا بالقياس لما كانوا قد شاهدوه في بلدان عربية اخرى كما ذكروا . وأكدو على أهمية أوغاريت كونها قدمت للبشرية الأبجدية الاولى الا انهم اشاروا الى ضرورة حضور الإعلام الخارجي والدعاية خارجيا لتقديم الصورة الحقيقية والصادقة عن سورية وشعبها لاستقطاب افواج السياح ومسح الصورة المشوهة ودحض ما يقال كذبا عنها هذا من جهة , من جهة اخرى ماأجمعوا على سلبية وجوده بشكل عام هو تناثر الأكياس البلاستيكية هناوهناك وكثرة النفايات والكؤوس البلاستيكية في الطرقات وتبقى أوغاريت ذاكرة التاريخ ومخزن فكر واشعاعاً حضارياً , تحكي أوابدها قصة اول الأبجديات المعروفة في العالم , التي أسهمت في انتشار الفكر الانساني وهذه الأبجدية محفورة على رقيم طيني صغير لايتجاوز اصبع اليد طوله5,5 سم وعرضه 1,3 سم نقشت عليه الأبجدية الأوغاريتية التي تتألف من ثلاثين حرفا كتبت بشكل مسماري من اليسار الى اليمين , وهذا الرقيم موجود حاليا في متحف دمشق الوطني بالخزانة الرابعة في قاعة الشرق القديم . هذه الأبجدية من أهم الثورات المعرفية التي شهدتها البشرية خلال تاريخها الطويل وأجمل الهدايا التي قدمتها سوريةللبشرية اضافة الى ذلك فإن الاكتشاف الهام الآخر بعد الأبجدية كان الرقيم الذي يحتوي على أقدم مقطوعة موسيقية يرجع تاريخها الى القرن /14/ ق.م اي قبل الف سنة من ظهور علم الموسيقا في الغرب .إن الانسان الأوغاريتي سباق في مضمار الثورة الزراعية وقطع شوطا حضاريا كبيرا في بناء شبكات الصرف الصحي وحفر الآبار واشتهار أوغاريت بالتجارة والعلوم وركوب البحار ...
هذا الغنى الحضاري والإنجازات الرائعة التي حصلت في أوغاريت جعلت منها قبلة السياح يقصدونها من شتى أصقاع العالم , ونقطة جذب هامة لقيام أعمال تنقيب أثري وبحث علمي لايزال مستمرا , وقد نشرت عنها آلاف الدراسات والأبحاث بمختلف لغات العالم حتى أصبحت أوغاريت بفضل انجازاتها الحضارية نقطة تحول هامة في تاريخ الإنسانية التي تدين لمجتمع أوغاريت باختراع الأبجدية , هذا العطاء العظيم الذي استطاع بفضله الإنسان معرفة الكتابة ونشر المعرفة بين الشعوب .
م-مفتي
