سوريا يا حبيبتي



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

سوريا يا حبيبتي

سوريا يا حبيبتي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
سوريا يا حبيبتي

سوريا يا حبيبتي

يسرادارة منتدى سوريا ياحبيبتي ان ترحب بالاخ ( سالم حنفي ) اهلا وسهلا به
يسر إدارة منتدى سوريا ياحبيبتي أن ترحب العضو الجديد ((( رند ))) فمرحبا به
يسر ادارة منتدى سوريا ياحبيبتي ان ترحب بالاخت ( ياسمين الشام 1 ) اهلا وسهلا بها
يسر إدارة منتدى سوريا ياحبيبتي أن ترحب بالعضو الجديد ((د . باسل )) أهلا وسهلا به
يسر إدارة منتدى سوريا ياحبيبتي أن ترحب ب (عاشقة سوريا ) اهلا وسهلا بها
يسر ادارة منتدى سوريا ياحبيبتي ان ترحب ب ( سمري ياحرة ) اهلا وسهلا به

    أبي حنيفة النعمان

    جمعة جمعة
    جمعة جمعة
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 168
    تاريخ التسجيل : 13/06/2011
    العمر : 62
    الموقع : سوريا

    أبي حنيفة النعمان Empty أبي حنيفة النعمان

    مُساهمة من طرف جمعة جمعة الإثنين سبتمبر 19, 2011 12:29 am

    أبي حنيفة النعمان 986140 أبي حنيفة النعمان
    ( الإمام الأكبـر )...
    و تلك التسمية لم تأت من فراغ , بل كان الرجل جديرا بها , و لا تعنى عصمته من الزلل و إنما تدل على مدى وجاهته و عطائه العلمي ...

    والده ( ثابت ) قدم من فارس للكوفة ,
    و عمل بالتجارة كما هى حال الأسرة , و عاش فى يسر مادى ...

    ولم يكن نسبه الفارسي مقللا من قدره , فالإسلام العظيم يقدم المقدام و الفعال , و يقر بشرف التقى , و ليس نظام أسر و عائلات , أو عصبيات متغطرسة حمقاء .....
    فقبل وثيقة النبلاء ( الماجنا كارتا ) الأجنبية كانت
    وثيقة الحق سبحانه
    ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )

    رحم الله أبا حنيفة المسلم غير العربي الأصل , الذي فاق بني يعرب بلاغة و أدبا و علما ... و أحبوه أكثر من أنفسهم ...

    فصدقت فيه نبوءة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
    ( لو كان العلم بالثريا لتناوله أناس من أبناء فارس )

    نزل والده ثابت بالكوفة و عاش بها , و فيها رزقه الله بابنه الإمام أبي حنيفة و اسمه هو
    النعمان بن ثابت , ولِدَ سنة 80 من الهجرة .
    و كان أبو حنيفة يبيع القماش و الثياب , و استمرت معه المهنة الحلال ,
    و مما أثر عن أبى حنيفة بعدها فى
    حرصه على الكسب الحلال :
    أنه كان يقول: " أفضل المال الكسب من الحلال وأطيب ما يأكله المرء من عمل يده ".

    فلم يكن قلب الشاب النعمان غافلاً فى خيالات الفتيان , و لا سامداً فى الضحك و الرغبات , و لم يكن يحيا إغفاءة طولها ستون عاما مثل بعض الناس .....
    بل كان هدفه كبيراً و حلمه عظيماً .


    و نقف هنا مع هذا التاجر الصدوق فى رواية لها العجب :

    جاءته امرأة بثوب من الحرير تبيعه له فقال كم ثمنه، قالت مئة، فقال هو خير من مئة ، يعنى هو من يقول لها ارفعى الثمن فهو يستحق أكثر و لا يستغل الفرصة كتاجر !

    فقالت مئتين، فقال هو خير من ذلك، حتى وصلت إلى أربع مئة فقال هو خير من ذلك، قالت أتهزأ بي؟ فجاء برجل فاشتراه بخمسمائة....يعنى هو من جاءها بالمشترى ابتغاء مرضاة الله و لم يأخذ نسبة على الوساطة ...

    سيرة بلون البنفسج ...!
    فلم تكن حياته لعبة مكسب و خسارة يحياها صعوداً و هبوطاً قفزاً و سقوطاً كأي تاجر !


    ** و ذات يوم أعطى شريكه متاعاً وأعلمه أنَّ في ثوب منه عيباً , و أوجب عليه أن يبين العيب عند بيعه , و باع شريكه المتاع و نسي أن يبين , و لم يعلم من الذي اشتراه، فلما علم أبو حنيفة تصدَّق بثمن المتاع كله.


    فى الزهد أحمد و النباهة مالك **و أبى حنيفة و الأغر الهاشمى


    *** و كان أبو حنيفة يجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة فيشتري بها حوائج الأشياخ و المحدثين
    ( منح دراسية مجانية لطلبة العلم ) و أقواتهم وكسوتهم و جميع لوازمهم , ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم ويقول :
    أنفقوا في حوائجكم ولا تحمدوا إلا الله , فإني ما أعطيتكم من مالي شيئاً ولكن من فضل الله عليّ فيكم .

    فهو شريك لهم إن شاء الله فى كل علم بثوه للأمة ,
    و شريك لمن تعلم منهم فى الأجر ...
    فلم يكن أبا حنيفة مورثاً علمه فقط بل ناشراً للعلم متبرعاً سخياً ...
    فهذا الإمام أبو حنيفة يقول: "إذا صح الحديث فهو مذهبي." ويقول: "لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت." [1]

    وهذا الإمام مالك يقول : "إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه..." [2]

    وهذا الشافعي يقول: "إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقولوا بسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ودعوا ما قلت"، وفي رواية: "فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد..." [3]

    وهذا الإمام أحمد يقول: " من رد حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهو على شفا هلكة..." [4] ويقول: "لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ..." [5]
    فالكل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ملتمس ,
    و لا يرضى تعصبا لشخصه , وانظر فى طيات كتبه تجد المعاني التي سكنت شرايينه و أوردته .. التى بثها طلابه و تلقاها من آبائه العلماء ...
    **** و هنا تطبيق :
    كان الخليفة المنصور يرفع من شأن أبي حنيفة و يكرمه ويرسل له العطايا و الأموال و لكن أبا حنيفة كان لا يقبل عطاءً. و لقد عاتبه المنصور على ذلك قائلاً: لم لا تقبل صلتي؟. فقال أبو حنيفة: ما وصلني أمير المؤمنين من ماله بشيء فرددته ولو وصلني بذلك لقبِلتُه إنما وصلني من بيت مال المسلمين ولا حق لي به !.... تأمل


    *** وقع يوماً بين الخليفة المنصور وزوجته شقاق وخلاف بسبب ميله عنها ، فطلبت منه العدل فقال لها من ترضين في الحكومة بيني وبينك؟ قالت أبا حنيفة، فرضي هو به فجاءه فقال له: يا أبا حنيفة زوجتي تخاصمني فانصفني منها، فقال له أبو حنيفة: لِيتكلَّم أمير المؤمنين. فقال المنصور: كم يحلُّ للرجال أن يتزوج من النساء ؟ قال: أربع. قال المنصور لزوجته: أسمعتِ. فقال أبو حنيفة: يا أمير المؤمنين إنما أحلَّ الله هذا لأهل العدل فمن لم يعدل أو خاف أن لا يعدل فواحدة لقوله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء: 3]، فينبغي لنا أن نتأدَّب مع الله و نتَّعظ بمواعظه . فسكت المنصور وطال سكوته، فقام أبو حنيفة وخرج فلما بلغ منزله أرسلت إليه زوجة المنصور خادماً ومعه مال وثياب، فردها وقال: أقرئها السلام وقل لها إنما ناضلتُ عن ديني وقمتُ بذلك المقام لله ولم أرد بذلك تقرباً إلى أحد ولا التمستُ به دنيا.
    أرأيتم !

    لم يكن ليله في انتظار ثقيل لمنحة أو نفحة , سوى من رب البرية , و لم يكن شاقاً عليه أن ينطق بالحق , و لم يرهق قلبه بتعدد الرغبات و الميول , فلم يدر فكره فى دوائر الكلل و المعاناة للبحث عن حل وسط!


    *** لزم أبو حنيفة عالِم عصره حمّاد بن أبي سليمان وتخرَّج عليه في الفقه , و استمر معه إلى أن مات.
    حيث بدأ بالتعلم عنه وهو ابن 22 سنة و لازمه 18 سنة من غير انقطاع و لا نزاع.

    يقول أبو حنيفة: " بعد أن صحبتُ حمّاداً عشر سنين نازعتني نفسي لطلب الرياسة ، فأردتُ أن أعتزله و أجلس في حلقة لنفسي , فخرجتُ يوماً بالعشي وعزمي أن أفعل، فلمّا دخلتُ المسجد رأيتُه ولم تطب نفسي أن أعتزله فجئتُ فجلستُ معه، فجاء في تلك الليلة نعي قرابة له قد مات بالبصرة، وترك مالاً و ليس له وارث غيره، فأمرني أن أجلس مكانه , فما هو إلا أن خرج حتى وردت عليَّ مسائل لم أسمعها منه ، فكنتُ أجيب وأكتب جوابي.
    ثم قَدِمَ، فعرضتُ عليه المسائل وكانت نحواً من ستين مسألة، فوافقني بأربعين وخالفني في عشرين، فآليتُ على نفسي ألا أفارقه حتى يموت و هكذا كان ".

    سبحان الله على الصراحة و التواضع , فلم يكن من الحالمين بكرسي الفتوى و تلفيق الأجوبة , بل كان حريصا على الأمانة الثقيلة , فالقيم فى قلبه دافئة ,
    و أنفاسه أمينة عليها , و يحتفظ بأزهار أحلامه الخالدة فى رضوان الله تعالى نضرة يانعة , لم تشبها شائبة حب الرياسة و الثناء , فتذبل و تصير أثرا ذابلا ...

    و لم يؤخذ عليه سوى
    * التوسع فى الفقه الفرضي , حيث يفترض الوقائع و يصمم لها حلا و فتوى ..
    * قلة الأحاديث التي وصلته - نسبيا - مما أثر على اتساع مساحة الاجتهاد و زادها زيادة كبيرة , مع اشتراطه شهرة الحديث مع صحة سنده مما قلل مساحة القبول للحديث كحجة .



    --- يتبع --
    جمعة جمعة
    جمعة جمعة
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 168
    تاريخ التسجيل : 13/06/2011
    العمر : 62
    الموقع : سوريا

    أبي حنيفة النعمان Empty رد: أبي حنيفة النعمان

    مُساهمة من طرف جمعة جمعة الإثنين سبتمبر 19, 2011 11:13 am

    أبي حنيفة النعمان - 2 -
    فتنته مع أبي هبيرة:
    كان أبو هبيرة والياً بالكوفة ، و ظهرت الفتن بالعراق، فجمع فقهاءها ببابه , و فيهم ابن أبي ليلى وابن شبرمة وداود بن أبي هند ، فولّى كل واحد منهم صدراً من عمله، وأرسل إلى أبي حنيفة طالبا جعل الخاتم في يده ولا يُنفذ كتاب إلا من تحت يده ولا يخرج من بيت المال شيء إلا من تحت يده .
    و كان إخضاع أبي حنيفة قهراً أو إغراءً .....
    فامتنع النعمان ....

    وقال : لو أرادني أن أعد له أبواب ماجد واسط لما فعلت!

    غيره تفرح روحه بتلك الأمور , أما هو ففرح الروح عنده مختلف , فلا يرى المناصب أزهاراً و أنهاراً ... بل أحمالا ثقالا و تنازلات لا تصح ...

    سُجِنَ أبو حنيفة وضُرِبَ ضرباً مبرحاً مؤلماً أياماً متتالية حتى سقط فاقد الوعي!

    صمد و لم يقبل , فالشبهة أخت الحرمة !

    * دخل يوماً أبو حنيفة على المنصور فقال له أحد الجالسين: هذا عالِم الدنيا اليوم.


    فقال له المنصور: يا نعمان من أين أخذتَ علمك؟ قال: من أصحاب عبد الله ابن عمر عن عبد الله ابن عمر , و من أصحاب عبد الله ابن عباس عن عبد الله ابن عباس و من أصحاب عبد الله ابن مسعود عن عبد الله ابن مسعود .فقال المنصور احتطت لنفسك !

    أرأيتم ! من أصحاب الصحابة عن الصحابة عن الحبيب العدنان عليه الصلاة و السلام ! مبلغا عن رب العزة سبحانه ... مما علمه الروح الأمين جبريل ..

    ورد العلا أهدى لنا وردة **يا حبذا الورد من الورد

    يا أحباب لم يكن هؤلاء الناس ملائكة يستحيل اللحاق بهم , بل كانوا بشرا مجتهدين ...

    لم يكن أحدهم يقضى العمر أمام اللهو كالتلفاز و يظن أنه سيحقق أحلامه !

    و لم تشغلهم أشياء تضخمت فى العصر الحديث
    مثل الاهتمام المفرط بكل أمر خلا الحق !

    بالصحة ، بحب المال , بالمستقبل الشخصي
    بالشهرة ، بالنجومية بالشهوة , بالأغاني ,
    بالحب , بالثرثرة , باللعب مثل لعب الكرة , بالطعام أو بالملابس والموضة


    نعود للنعمان ....

    انتفض أهل الموصل على المنصور وكان المنصور قد اشترط عليهم أنهم إن انتفضوا حلَّت دماؤهم، فجمع الفقهاء و قال لهم: أليس صح أنَّ رسول الله قال المؤمنون عند شروطهم يلتزمون بها , وأهل الموصل قد اشترطوا ألا يخرجوا عليّ وها هم قد خرجوا وانتفضوا ولقد حلَّت دماؤهم فماذا ترون؟ قال أحد الحاضرين: يا أمير المؤمنين، يدك مبسوطة عليهم وقولك مقبول فيهم فإن عفوتَ فأنت أهل العفو وإن عاقبتَ فبما يستحقون. التفت المنصور إلى أبي حنيفة يسأله و يستنطقه !

    فقال أبو حنيفة: إنهم شرطوا لك ما لا يملكونه وشرطتَ عليهم ما ليس لك لأنَّ دم المسلم لا يحِلُّ إلا بإحدى ثلاث فإن أخذتهم أخذتَ بما لا يحلُّ وشرط الله أحق أن يوفى به. عندئذ أمر المنصور الجميع أن ينصرفوا ما عدا أبي حنيفة و قال له: إنَّ الحق ما قلتَ، انصرِف إلى بلادك.

    وألَّف أبو حنيفة كتاب " الفقه الأكبر " ليرد فيه على المبتدعة.

    أقوال العلماء فيه:
    قال الذهبي رحمه الله : " برع في الرأي، وساد أهل زمانه في التفقه ،وتفريع المسائل، وتصدر للاشتغال ، وتخرج به الأصحاب " ثمَّ قال : " وكان معدوداً في الأجواد الأسخياء ، والأولياء الأذكياء ، مع الدين والعبادة والتهجد وكثرة التلاوة و قيام الليل , رضي الله عنه !!!!!!"
    ....

    أرأيتم لم يكن غصنا يتلوى مع الريح ...
    و لم يكن مكتبة متنقلة فحسب ..

    و قال ابن كثير رحمه الله :
    " الإمام أبو حنيفة... فقيه العراق ، وأحد أئمة الإسلام، والسادة الأعلام ، وأحد أركان العلماء ، وأحد الأئمة الأربعة ؛ أصحاب المذاهب المتبوعة، وهو أقدمهم وفاة "

    وقال ابن العماد في " شذرات الذهب": " وكان من أذكياء بني آدم، جمع الفقه والعبادة، والورع والسخاء، وكان لا يقبل جوائز الدولة؛بل ينفق ويؤثر من كسبه، له دار كبيرة لعمل الخز وعنده صنَّاع وأجراء رحمه الله تعالى .

    وقال سفيان الثوري وابن المبارك : " كان أبو حنيفة أفقه أهل الأرض في زمانه" .
    الفضيل بن عياض قال فيه :
    كان أبو حنيفة رجلاً فقيهاً معروفاً بالفقه، واسع المال معروفاً بالأفضال على كل من يطوف به، صبوراً على تعلُّم العلم بالليل والنهار، ، يقوم الليل ، كثير الصمت، قليل الكلام حتى يرد مسألة في حلال أو حرام.
    فكان يحسن أن يدل على الحق، رهاباً من مال السلطان.كان رحمه الله واحد زمانه، لو انشقت عنه الأرض لانشقت عن جبل من الجبال فـي العلم والكرم والمواساة والورع والإيثار للّه تعالى.

    - عبد الله بن المبارك العالِم الكبير والتابعي الجليل يقول : كان أبو حنيفة مخ العِلم ....!

    - مالك بن أنس و هو رجل من رواد خليج الأمل ممن نشروا النور الرباني قال عنه :

    - هذا النعمان لو قال هذه الإسطوانة من ذهب لكانت كما قال !

    يعني لو قال عمود المسجد من ذهب لصدق و لأقنع..

    - كان أبو حنيفة في زيارة شيخه الأعمش يوماً (والأعمش رحمه الله محدث علم فذ )، فجاء إلى الأعمش رجل يسأله عن مسألة في العلم فقال لأبي حنيفة: أجبه. فأجابه أبو حنيفة ، فقال له الأعمش : و من أين لك هذا ؟
    - قال أبو حنيفة :
    - من حديث حدثتَنيه هو كذا و كذا و أخذ يروى .
    - فقال الأعمش: حسبك ما حدَّثتُكَ به في سنة تحدِّث به في ساعة، أنتم الأطباء و نحن الصيادلة.

    **** و من ورعه و تقواه و عبادته لله تعالى: قال ابن المبارك: قلتُ لسفيان الثوري: ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة، ما سمعتُه يغتاب عدواً له. قال: والله هو أعقل من أن يسلِّط على حسناته ما يذهب بها.
    كان أبو حنيفة يختم القرآن في ثلاث في الوتر.

    قال مِسْعَر بن كِدَام أنه :

    قرأ ليلة حتى وصل إلى قوله تعالى: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ} [الطور: 27] فما زال يرددها حتى أذَّن الفجر. وردد قوله تعالى: {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} [القمر: 46]، ليلة كاملة في الصلاة.
    سيعود عصر النور رغمَ أنوفهم
    ويخيب كلُّ منافقٍ خوَّانِ
    هيهات نور الله لا يطفيه كيدُ
    عصابةٍ حمقى من الصِّبيانِ
    هيهات أن تخفَى معالمُ ديننا
    ويزول طيبُ الروحِ والرَّيحانِ
    *** عرض القضاء عليه ووفاته:

    عرض عليه الخليفة القضاء مراراً وضُرِب من أجله !
    و هو يرفض أن يصير ركناً له !

    فهو لا يرى الفاحش القبيح براقاً مليحاً ... فالعلم يريه حقائق الأشياء و ينزع زخرفها و زينتها البالية الفانية ...

    وقال أبو حنيفة للخليفة :
    إني لا أصلُح ، قال الخليفة بل أنت تكذب أنت تصلُح، فقال: أرأيت، أنت تقول عني كذاب، فإني لا أصلح للقضاء.!

    و عرض عليه من جديد تولي منصب القضاء فأبى ورفض فحبسه و جرى بينهما حوار قال فيه: اتقِ الله ولا ترع أمانتك إلا من يخاف الله والله ما أنا بمأمون الرضى فكيف أكون مأمون الغضب، لك حاشية يحتاجون إلى من يُكرمهم لك فلا أصلح لذلك. ثم حبسه وضربه على مشهد من العامة ثم أُخرِجَ من السجن و مُنِعَ من الفتوى والجلوس إلى الناس حتى توفي. وقبِلَ أبو حنيفة أن يعمل كأحد العمال في بناء سور بغداد تفادياً للنقمة، ولمّا أحسَّ بالموت سجد فخرجت نفسه وهو ساجد عام 150 هجرية

    و كان الخليفة المنصور نادما أشد الندم بعدها و ردد بعد وفاة الإمام: من يعذرني من أبي حنيفة حياً وميتاً.!

    أرأيتم الهزيمة النفسية الإنسانية ... يبقى الحق حقا..

    قصص لا تهز القلب بل تنتزعه من بين الضلوع ...

    فأين المقتدى !

    ما أكرمَ الصبرَ وما أحسنَ الصدقَ
    ومـا أزيـنــهُ للـفـتـى
    الخـرقُ شــؤمٌ والتُّقى جـنةٌ
    والرِّفْقُ يمنٌ والقنـوعُ الغـنـى

    -- يتبع --
    جمعة جمعة
    جمعة جمعة
    عضو مميز
    عضو مميز


    عدد المساهمات : 168
    تاريخ التسجيل : 13/06/2011
    العمر : 62
    الموقع : سوريا

    أبي حنيفة النعمان Empty رد: أبي حنيفة النعمان

    مُساهمة من طرف جمعة جمعة الإثنين سبتمبر 19, 2011 11:15 am

    أبي حنيفة النعمان - 3 - والأخير
    • تلاميذه ...
    من تلاميذه من كان على السنة , و منهم من تشعبت به السبل , و من تلاميذه الأعلام الذين صاروا علماء و أصبحوا آية بعده , و كتبوا فتاويه و اجتهاداته كلها و منهم :

    العالم القاضى ( أبو يوسف ) مدوَّن فقه أبي حنيفة في الكتب , و كذا فعل محمد بن الحسن الشيبانى , الذي دوَّن كل فقهه والاجتهادات الأخرى حتى التي تراجع عنها،


    وأبو حنيفة هو من رتب مسائل الفقه حسب أبوابها من طهارة وصلاة ... دوَّن أغلبها الإمام أبو يوسف في سجلات بلغت عشرات الآلاف من المسائل المدونة . و انتقل تلامذته و هم بالمئات ( قيل أكثر من سبعمائة ) إلى بلادهم خاصة بلاد الأفغان وبخارى و الهند ...

    و عين تلميذه العالم الفذ ( أبو يوسف ) قاضياً
    وتولى القضاء لثلاثة من الخلفاء آخرهم هارون الرشيد

    فكان يقضي بمذهب أبي حنيفة , و كذلك كان أغلب القضاة الذين كان ينصِّبهم , و تدون الأحكام بفقههم ، كل هذا جعل فقه الإمام أبي حنيفة ينتشر أكثر من غيره فى تلك المرحلة ....….
    و أبو يوسف هو : يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري، الكوفي البغدادي. تتلمذ على يد صاحبه أبى حنيفة .
    ثم رحل إلى المدينة وأخذ عن مالك بن أنس، وناظره في مسائل كان يقول فيها بمذهب أهل الرأى فى العراق فرجع عنها لقول مالك بن أنس رحمه الله , من آثاره كتاب الخراج وقد ألفه للرشيد، وكتاب النوادر، وأدب القاضي، والأمالي في الفقه، ، وغيرها !
    أما محمد بن الحسن الشيباني المتوفى سنة 189هـ:
    فأصله من دمشق , و نشأ بالكوفة فسمع من أبي حنيفة وأخذ عنه وبعد وفاة أبي حنيفة تعلم من أبي يوسف، ثم رحل إلى المدينة وأخذ عن مالك بن أنس، فقلل بذلك من كثرة الرأي في فقهه , واتصل بالشافعي رحمه الله لما كان بالعراق , كان قاضياً في عهد الرشيد ثم اعتزل القضاء ,و وقف نفسه على تعليم الفقه !!!

    و كتبه هى معتمد مذهب الأحناف .....
    رحم الله العالِم العلم وفقيه الأمة أبي حنيفة النعمان وجزاه كل الخير .

    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 4:00 pm