بسم الله الرحمن الرحيم
تعالى يا أبي فقد حان وقت الرحيل
لم تعد الحياة تعني له شيئاَ , منذ زمن بعيد
لقد افترش مكاناً معزولاً , لا يعرف فيه عدد أيامه ولا عمره, ولا تغير الفصول , ولا تعدد السنين
لا فرق عنده بين الليل والنهار
وهل يعرف الحيوان كم عمره وكم عاش , هو لا يختلف عن ذلك الحيوان , كل ما يميزه ,
أنه كان في يوم من الأيام يتكلم , وفي ذلك يكون حيوان ناطق ,
أما الآن فقد نسي الكلام
فمن يكون هو بالذات ؟
ذلك هو السؤال الصعب
المواطن العربي , ودوره في الحياة
في كل فترة تطالعنا هبات شيطانية , ينطق فيها , من وجد نفسه في مركز تأليه فرعون لنفسه ,
والتي طمس في البحر الأحمر هو وأعوانه
يقول أيها الشعب الأبي
فمن هو هذا الشعب الأبي الذي يتحدث عنه ؟
الشعب السوري شعب أبي
فهل بقي من عنفوانه شيء ؟
بعد قيام الثورة ثورة البعث في سورية , وتحولها لنظام عائلي بحت , تميل للطائفية بباطنها , وتظهر عروبتها وقيمها بلسانها ,
وهذه الثورة هي التي صنعت الشعب السوري الأبي , وزادته عراقة , من موروثاته التي ورثها من الماضي البعيد
لندخل لواقع هذا الشعب , ونقسمه لقسمين رئيسيين
القسم الأول النظام, والثاني الشعب
النظام عندما استلم الحكم , وجد أمامه عقبات كثيرة , هذه العقبات كانت , متركزة في طبيعة الشعب السوري ,
الفهم وحسن العشيرة , وحياة اقتصادية مريحة , وتآلف وتكاتف بين فئات المجتمع , وندرة المجرمين , وملاحقتهم ووضع حد لهم
فلا بد من إزالة هذه العقبات , أمام النظام حتى يكون في مأمن بعيد , وفي نفس الوقت , أن يشعر الناس بأن أعمال النظام هي طبيعية جدا
, لاشتراكها مع الصفات التي سيظهر فيها النظام , بعد ذلك , عندما يغير طبيعة المجتمع السوري , للطبيعة التي بنا النظام نفسه عليها
وكانت الخطوة الأولى في , في استنساخ أشكال بشرية , انعدمت فيها الذات البشرية والضمير , لتكون آلة عديمة الإحساس
وأول هذه الأشكال المستنسخة , تظهر جلية عند المحققين الأمنيين والجلادين
يعرف المحقق أن الشخص الذي أمامه والذي يمارس عليه التعذيب , انه بريء , فهو ليس بقاتل ولا مجرم ولا هاتك عرض ولا مدنساً
لأرض ويحمل في طياته كل الخير الذي يرجوه للوطن وللمحقق نفسه ولجلاديه
ومن وسائل التعذيب , وقد تكون في جلسة واحدة
يعرى المعتقل , وتكون عيونه معصوبة , ويداه مربوطتان للخلف , ويوضع لوح من الخشب , يسمى المرج ,
وكان يستعمل في فصل الحبوب عن القش ,
موجود فيها أنصال من حجر الصوان حادة كالسكاكين , ويؤمر بالسير فوقها حافي القدمين ,
وإن توقف فالزبانية يجلدونه , مع أسوأ أنواع الشتائم والسباب , والمحقق المثقف والضابط الكبير ,
يضحك ويشتم ويسب , ثم تأتي الكهرباء , والتغطيس في الماء وإطفاء أعقاب السجاير في جسده , وبعد هذه الحفلة يتم إكرام المتهم ,
بان يسقى من بوله , وأن يلعق دمه , وأن يأكل الفأر أو الديدان أو الحشرات المقززة , وبعدها تأتي حفلة الشاي ,
فيروى كمية كبيرة من الشاي , لأنها تزيد الإدرار , ثم يربط ذكره , ويترك في عذابه هذا
أو تكسر إحدى أطرافه , ويعذب فيها بتحريكها
والنهاية تكون السجن الطويل والمعزول عن العالم , أو الإعدام , وحرمان السجين من النوم وقلة الطعام , وعدم الكساء ,
إلا أن يعدم شخص , وتؤخذ ملابسه ليلبسها غيره
أستنسخ هؤلاء الضباط والمسئولين , جيش يحمل صفاتهم , وعناصر أمنية بطبيعة إجرامهم , لتذكرنا العملية بواقعتين يعرفها الكثيرون
مذبحة تدمر , وكيف نفذت ضد مساجين , من خيرة أبناء الوطن السوري عام 1980 , ليذهب ضحيتها ألف سجين ,
نفذها الجيش السوري التابع لرفعت الأسد , واعتبرها بطولة لجيشه , وتوزيع الهدايا للذين اشتركوا في العملية الفدائية ,
والإنزال الجوي على سجن تدمر
وأعقبها تدمير مدينة حماه 2/2/1982, بهذا الجيش المستنسخ , والذي ذهب ضحيتها حسب اعتراف رفعت الأسد 39 ألف إنسان ,
وحصل فيها من الجرائم ما لم يفعله جنود هولاكوا عندما دخلوا بغداد , فكان بعض الجنود إن وقعت بيدهم امرأة حبلى ,
يلعبان لعبة التحدي عن الجنين , أهو ذكر أم أنثى وبعدها يفتحون بطن المرأة ليربح أحدهما الشرط ,
ووضع القتلى في حفر جماعية والكثيرون منهم جرحى ودفنوا تحت التراب وهم أحياء
وفقد الكثير بعشرات الآلاف من السوريين في السجون , واستعمل الكثيرون منهم في التجارب الكيميائية والبيولوجية ,
وكان يتولاها ويشرف عليها رئيس المخابرات الحالية علي مملوك
فالجيش السوري أصبح من حامي الحمى بعد الاستنساخ إلي , العدو الأول للشعب السوري , مع أن الذي يغيظ القلب ويدمي ,
هو من الشعب السوري ولم يتم استيراده من بلدان أخرى , ليفتخرا جنديان سوريان في الحافلة على مسامع الركاب ,
ليقولا بأعلى صوتهما كيف قطعا يدي امرأة سورية في حماة من أجل أخذ أساور الذهب من يديها وهي مازالت على قيد الحياة
ولكي يتم تدمير المجتمع السوري بشكل أعمق من ذلك , لابد من نزع الثقة بين المواطنين .,
وزرع هؤلاء المستنسخين في كل بيت وفي كل زاوية وفي كل وكر
وهذا لم يكن كافيا , فالعصابة الحاكمة لابد من التركيز على الناحية الاقتصادية في نهب خيرات البلد ,
وتحويل كل شيء في البلاد لمقاطعات تحت سيطرة عائلة النظام , ولا يتم تنفيذ أي طلب لمواطن بدون تقديم هدية للمحسوبين على النظام ,
وهربت الأموال من سورية , والأرقام المثبتة في البنوك الأجنبية , برهان قاطع على حجم النهب والسرقات في سورية ,
وتحول المجتمع كله لراشي ومرتشي , والأمن صار عنوانه اقتل واسرق الشعب وعذب ولا يوجد من يحاسبك فأنت محمي بالقانون ,
والرئيس هو اله بنظره ونظر من حوله فلا يمكن أن يراجع , وليس مسموح لأحد التفكير , فهو المفكر والمدبر
فهل يعقل أو تصدق أية كلمة تقال , أن هؤلاء بشر , أو أن هؤلاء ينتمون لفصيلة حيوان ناطق
فالشعب السوري عجز عن النطق وعن الإحساس وفقد الأمل في الحياة , والفقر والذل يعيشان معه في كل مكان , فلم يبق منه شيء إلا هيكل إنسان
وقيادة البلع والفساد , توهمنا بمقاومة وتصدي , بهذه القوى الأمنية , والتي لا تملك في قلبها ذرة خالية من الحقد على مواطنيها ,
وجيشها الذي فقد كل حس في العدو الحقيقي , وجعل بطولاته على العزل من أبناء شعبه , وجعل قلوب الناس تميل للشيطان مقارنة بهذا النظام
والغريب في الأمر الكثيرون من الناس يأملون أن يقوم هذا النظام بإصلاح داخلي , وهو مستنسخ نفسه في نفسه بقلوب ميتة لا عدو لها إلا الوطن
ويقابلها الكثير من الأنظمة العربية , ولو أنها تختلف عن هذا النظام بسفك الدماء , ماعدا العراق وليبيا
يصحو الرجل على صوت يعرفه , إنها ابنته التي لم يرها منذ زمن طويل , لتقول له تعالى يا أبي لقد حان وقت الرحيل , فلقد سقطت أحدى ركائز الظلم في وطننا العربي
في تونس يا أبي
د. عبد الغني حمدو
تعالى يا أبي فقد حان وقت الرحيل
لم تعد الحياة تعني له شيئاَ , منذ زمن بعيد
لقد افترش مكاناً معزولاً , لا يعرف فيه عدد أيامه ولا عمره, ولا تغير الفصول , ولا تعدد السنين
لا فرق عنده بين الليل والنهار
وهل يعرف الحيوان كم عمره وكم عاش , هو لا يختلف عن ذلك الحيوان , كل ما يميزه ,
أنه كان في يوم من الأيام يتكلم , وفي ذلك يكون حيوان ناطق ,
أما الآن فقد نسي الكلام
فمن يكون هو بالذات ؟
ذلك هو السؤال الصعب
المواطن العربي , ودوره في الحياة
في كل فترة تطالعنا هبات شيطانية , ينطق فيها , من وجد نفسه في مركز تأليه فرعون لنفسه ,
والتي طمس في البحر الأحمر هو وأعوانه
يقول أيها الشعب الأبي
فمن هو هذا الشعب الأبي الذي يتحدث عنه ؟
الشعب السوري شعب أبي
فهل بقي من عنفوانه شيء ؟
بعد قيام الثورة ثورة البعث في سورية , وتحولها لنظام عائلي بحت , تميل للطائفية بباطنها , وتظهر عروبتها وقيمها بلسانها ,
وهذه الثورة هي التي صنعت الشعب السوري الأبي , وزادته عراقة , من موروثاته التي ورثها من الماضي البعيد
لندخل لواقع هذا الشعب , ونقسمه لقسمين رئيسيين
القسم الأول النظام, والثاني الشعب
النظام عندما استلم الحكم , وجد أمامه عقبات كثيرة , هذه العقبات كانت , متركزة في طبيعة الشعب السوري ,
الفهم وحسن العشيرة , وحياة اقتصادية مريحة , وتآلف وتكاتف بين فئات المجتمع , وندرة المجرمين , وملاحقتهم ووضع حد لهم
فلا بد من إزالة هذه العقبات , أمام النظام حتى يكون في مأمن بعيد , وفي نفس الوقت , أن يشعر الناس بأن أعمال النظام هي طبيعية جدا
, لاشتراكها مع الصفات التي سيظهر فيها النظام , بعد ذلك , عندما يغير طبيعة المجتمع السوري , للطبيعة التي بنا النظام نفسه عليها
وكانت الخطوة الأولى في , في استنساخ أشكال بشرية , انعدمت فيها الذات البشرية والضمير , لتكون آلة عديمة الإحساس
وأول هذه الأشكال المستنسخة , تظهر جلية عند المحققين الأمنيين والجلادين
يعرف المحقق أن الشخص الذي أمامه والذي يمارس عليه التعذيب , انه بريء , فهو ليس بقاتل ولا مجرم ولا هاتك عرض ولا مدنساً
لأرض ويحمل في طياته كل الخير الذي يرجوه للوطن وللمحقق نفسه ولجلاديه
ومن وسائل التعذيب , وقد تكون في جلسة واحدة
يعرى المعتقل , وتكون عيونه معصوبة , ويداه مربوطتان للخلف , ويوضع لوح من الخشب , يسمى المرج ,
وكان يستعمل في فصل الحبوب عن القش ,
موجود فيها أنصال من حجر الصوان حادة كالسكاكين , ويؤمر بالسير فوقها حافي القدمين ,
وإن توقف فالزبانية يجلدونه , مع أسوأ أنواع الشتائم والسباب , والمحقق المثقف والضابط الكبير ,
يضحك ويشتم ويسب , ثم تأتي الكهرباء , والتغطيس في الماء وإطفاء أعقاب السجاير في جسده , وبعد هذه الحفلة يتم إكرام المتهم ,
بان يسقى من بوله , وأن يلعق دمه , وأن يأكل الفأر أو الديدان أو الحشرات المقززة , وبعدها تأتي حفلة الشاي ,
فيروى كمية كبيرة من الشاي , لأنها تزيد الإدرار , ثم يربط ذكره , ويترك في عذابه هذا
أو تكسر إحدى أطرافه , ويعذب فيها بتحريكها
والنهاية تكون السجن الطويل والمعزول عن العالم , أو الإعدام , وحرمان السجين من النوم وقلة الطعام , وعدم الكساء ,
إلا أن يعدم شخص , وتؤخذ ملابسه ليلبسها غيره
أستنسخ هؤلاء الضباط والمسئولين , جيش يحمل صفاتهم , وعناصر أمنية بطبيعة إجرامهم , لتذكرنا العملية بواقعتين يعرفها الكثيرون
مذبحة تدمر , وكيف نفذت ضد مساجين , من خيرة أبناء الوطن السوري عام 1980 , ليذهب ضحيتها ألف سجين ,
نفذها الجيش السوري التابع لرفعت الأسد , واعتبرها بطولة لجيشه , وتوزيع الهدايا للذين اشتركوا في العملية الفدائية ,
والإنزال الجوي على سجن تدمر
وأعقبها تدمير مدينة حماه 2/2/1982, بهذا الجيش المستنسخ , والذي ذهب ضحيتها حسب اعتراف رفعت الأسد 39 ألف إنسان ,
وحصل فيها من الجرائم ما لم يفعله جنود هولاكوا عندما دخلوا بغداد , فكان بعض الجنود إن وقعت بيدهم امرأة حبلى ,
يلعبان لعبة التحدي عن الجنين , أهو ذكر أم أنثى وبعدها يفتحون بطن المرأة ليربح أحدهما الشرط ,
ووضع القتلى في حفر جماعية والكثيرون منهم جرحى ودفنوا تحت التراب وهم أحياء
وفقد الكثير بعشرات الآلاف من السوريين في السجون , واستعمل الكثيرون منهم في التجارب الكيميائية والبيولوجية ,
وكان يتولاها ويشرف عليها رئيس المخابرات الحالية علي مملوك
فالجيش السوري أصبح من حامي الحمى بعد الاستنساخ إلي , العدو الأول للشعب السوري , مع أن الذي يغيظ القلب ويدمي ,
هو من الشعب السوري ولم يتم استيراده من بلدان أخرى , ليفتخرا جنديان سوريان في الحافلة على مسامع الركاب ,
ليقولا بأعلى صوتهما كيف قطعا يدي امرأة سورية في حماة من أجل أخذ أساور الذهب من يديها وهي مازالت على قيد الحياة
ولكي يتم تدمير المجتمع السوري بشكل أعمق من ذلك , لابد من نزع الثقة بين المواطنين .,
وزرع هؤلاء المستنسخين في كل بيت وفي كل زاوية وفي كل وكر
وهذا لم يكن كافيا , فالعصابة الحاكمة لابد من التركيز على الناحية الاقتصادية في نهب خيرات البلد ,
وتحويل كل شيء في البلاد لمقاطعات تحت سيطرة عائلة النظام , ولا يتم تنفيذ أي طلب لمواطن بدون تقديم هدية للمحسوبين على النظام ,
وهربت الأموال من سورية , والأرقام المثبتة في البنوك الأجنبية , برهان قاطع على حجم النهب والسرقات في سورية ,
وتحول المجتمع كله لراشي ومرتشي , والأمن صار عنوانه اقتل واسرق الشعب وعذب ولا يوجد من يحاسبك فأنت محمي بالقانون ,
والرئيس هو اله بنظره ونظر من حوله فلا يمكن أن يراجع , وليس مسموح لأحد التفكير , فهو المفكر والمدبر
فهل يعقل أو تصدق أية كلمة تقال , أن هؤلاء بشر , أو أن هؤلاء ينتمون لفصيلة حيوان ناطق
فالشعب السوري عجز عن النطق وعن الإحساس وفقد الأمل في الحياة , والفقر والذل يعيشان معه في كل مكان , فلم يبق منه شيء إلا هيكل إنسان
وقيادة البلع والفساد , توهمنا بمقاومة وتصدي , بهذه القوى الأمنية , والتي لا تملك في قلبها ذرة خالية من الحقد على مواطنيها ,
وجيشها الذي فقد كل حس في العدو الحقيقي , وجعل بطولاته على العزل من أبناء شعبه , وجعل قلوب الناس تميل للشيطان مقارنة بهذا النظام
والغريب في الأمر الكثيرون من الناس يأملون أن يقوم هذا النظام بإصلاح داخلي , وهو مستنسخ نفسه في نفسه بقلوب ميتة لا عدو لها إلا الوطن
ويقابلها الكثير من الأنظمة العربية , ولو أنها تختلف عن هذا النظام بسفك الدماء , ماعدا العراق وليبيا
يصحو الرجل على صوت يعرفه , إنها ابنته التي لم يرها منذ زمن طويل , لتقول له تعالى يا أبي لقد حان وقت الرحيل , فلقد سقطت أحدى ركائز الظلم في وطننا العربي
في تونس يا أبي
د. عبد الغني حمدو